responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 282


وأدركنا بثأركم إذ عجزتم عنه ، ووضعناكم حيث لم تضعوا أنفسكم والسلام .
ومن مكاتبات ملوك الفرس [1] البلغاء ما كتب به ارسطو طاليس إلى الاسكندر : إنه إنما تملك الرعيّة بالإحسان إليها ، وتظفر بالمحبة منها ؛ فإنّ طلبك ذلك بإحسانك ، هو أدوم بقاء منه باعتسافك بعنفك . واعلم أنه إنما تملك الأبدان ، فاجمع إليها القلوب بالمحبة . واعلم أن الرعية إذا قدرت على أن تقول قدرت أن تفعل ؛ فاجتهد أن لا تقول تسلم من أن تفعل .
ومما كتب به أبرويز إلى ابنه شيرويه يوصيه بالرعية كتابا فيه : ليكن من تختاره لولايتك رجلا كان في وضيعة فرفعته ، وذا شرف كان مهملا فاصطنعته .
ولا تجعله امرا أصبته بعقوبة فاتّضع لها ، ولا أحدا ممن يقع بقلبك أنّ إزالة سلطانك أحبّ إليه من ثبوته ؛ وإياك أن تستعمله ضريعا ، غمرا ، كثيرا إعجابه بنفسه ، قليلا تجربته في غيره ، ولا كبيرا مدبرا ، قد أخذ الدهر من عقله ، كما أخذت السّنّ من جسمه .
ومما كتب به أبرويز إلى ابنه شيرويه أيضا : إن كلمة منك تسفك دما ، وأخرى تحقن دما ، وإن سخطك سيف مسلول على من سخطت عليه ، وإنّ رضاك بركة مفيدة على من رضيت عنه ، وإن نفاذ أمرك مع ظهور كلامك ، فاحترس في غضبك من قولك أن يخطىء ، ومن لونك أن يتغير ، ومن جسدك أن يخفّ ، فإن الملوك تعاقب جرما ، وتعفو حلما .
ومما كتب به أردشير إلى رعيته : من أردشير المؤيد ، ملك الملوك ، وارث العظماء ، إلى الفقهاء الذين هم حملة الدين ، والأساورة الذين هم حفظة البيضة ، والكتّاب الذين هم زين المملكة ، وذوي الحروب الذين هم عمدة البلد . السلام عليكم ، فإنا نحمد إليكم اللَّه سالمين ، وقد وضعنا عن



[1] المراد : حكماء الإغريق أو اليونان . والخطأ واضح من الناسخ .

282

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست