responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 283


رعيتنا بفضل رأفتنا بها إتاوتها الموظفة عليها ، ونحن مع ذلك كاتبون بوصية :
لا تستشعروا الحقد فيدهمكم العدوّ ، ولا تحتكروا فيشملكم القحط ؛ وتزوّجوا القرائب فإنه أمسّ للرحم ، وأثبت في النسب ، ولا تعدّوا هذه الدنيا شيئا ، ولا ترفضوها ، فإن الآخرة لا تدرك إلا بها .
وأما رسائلهم ومخاطباتهم فمن ذلك رسالة الصديق رضي اللَّه عنه إلى عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه حين تلكَّأ عن مبايعته ، على لسان أبي عبيدة ابن الجرّاح رضي اللَّه عنه ، مع ما انضم إلى ذلك من كلام أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي اللَّه عنه وما كان من جواب عليّ عنها .
قال أبو حيّان عليّ بن محمد التوحيديّ البغداديّ [1] : سمرنا ليلة عند القاضي أبي حامد أحمد بن بشر المرورّوذيّ [2] ببغداد ، فتصرف في الحديث كل متصرّف ؛ وكان غزير الرواية ، لطيف الدراية ، فجرى حديث السقيفة ، فركب كلّ مركبا ، وقال قولا ، وعرّض بشيء ، ونزع إلى فن . فقال : هل فيكم من يحفظ رسالة لأبي بكر الصدّيق ، رضي اللَّه عنه إلى عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه ، وجواب عليّ عنها ، ومبايعته إياه عقيب تلك المناظرة . فقال الجماعة : لا واللَّه ، فقال : هي واللَّه من بنات الحقائق ، ومخبّآت الصنادق ؛ ومنذ حفظتها ما رويتها إلا لأبي محمد المهلَّبي في وزارته ، فكتبها عني بيده ، وقال : لا أعرف رسالة أعقل منها ولا أبين ، وإنها لتدلّ على علم وحلم ، وفصاحة ونباهة ، وبعد غور وشدّة غوص - فقال له العبّادانيّ : أيها القاضي فلو أتممت المنّة علينا بروايتها ، أسمعناها ، فنحن أوعى لك من المهلبيّ ، وأوجب ذماما عليك ، فاندفع وقال :



[1] هو علي بن محمد ، أبو حيان التوحيدي : فيلسوف ، متصوّف ، معتزلي ، نعته ياقوت بشيخ الصوفية وفيلسوف الأدباء . وقال ابن الجوزي : كان زنديقا . توفي نحو 400 ه . ( الأعلام 4 / 326 ) .
[2] فقيه شافعي من أهل مرو الروذ . وهو شيخ أبي حيان التوحيدي . ( الأعلام 1 / 104 ) .

283

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست