نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 280
وأما ما ذكرت من فاطمة بنت أسد أمّ عليّ بن أبي طالب ، وفاطمة بنت الحسين وأن هاشما ولد عليّا مرّتين ، وأن عبد المطَّلب ولد الحسن مرّتين ، فخير الأوّلين والآخرين رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم ولم يلده هاشم إلا مرّة واحدة ، ولم يلده عبد المطلب إلا مرّة واحدة . وأمّا ما ذكرت من أنك ابن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم فإن اللَّه عز وجل قد أبى ذلك فقال : * ( ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ ولكِنْ رَسُولَ الله وخاتَمَ النَّبِيِّينَ ) * [1] ولكنكم قرابة ابنته ، وإنها قرابة ذرّيته ، غير أنها امرأة لا تحوز الميراث ، ولا يجوز أن تؤمّ فكيف تورث الإمامة من قبلها ! ولقد ظلمها أبوك من كل وجه فأخرجها تخاصم ، ومرّضها سرّا ، ودفنها ليلا ، فأبى الناس إلا تقديم الشيخين . ولقد حضر أبوك وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم فأمر بالصلاة غيره . ثم أخذ الناس رجالا فلم يأخذوا أباك فيهم . ثم كان في أصحاب الشّورى فكلّ دفعه عنها ، وبايع عبد الرحمن عثمان وقبلها عثمان وحارب أباك طلحة والزبير ، ودعا سعدا إلى بيعته فأغلق بابه دونه . ثم بايع معاوية بعده ، وأفضى أمر جدّك إلى أبيك الحسن فسلمه إلى معاوية بخرق ودراهم وخرج إلى المدينة ، فدفع الأمر إلى غير أهله ، وأخذ مالا من غير حله . فإن كان لكم فيها شيء فقد بعتموه . وأما قولك إن اللَّه اختار لك في الكفر فجعل أبوك أهون أهل النار عذابا فليس في الشر خيار ، ولا من عذاب اللَّه هيّن ؛ ولا ينبغي لمسلم يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يفتخر بالنار . سترد فتعلم * ( وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) * [2] . وأما قولك إنه لم تلدك العجم ، ولم تعرق فيك أمّهات الأولاد ، وإنك