نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 279
وأنّ عبد المطلب ولد الحسن مرتين ، وأن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم ولدني مرّتين من قبل جدّيّ الحسن والحسين ، فما زال الإله يختار لي حتّى اختار لي في النار فولدني أرفع الناس درجة في الجنة ، وأهون أهل النار عذابا يوم القيامة ، فأنا ابن خير الأخيار ، وابن خير الأشرار ، وابن خير أهل الجنة ، وابن خير أهل النار . ولك عهد اللَّه إن دخلت في بيعتي أن أؤمنك على نفسك وولدك وكلّ ما أصبته ، إلا حدّا من حدود اللَّه تعالى ، أو حقّا لمسلم أو معاهد . فقد علمت ما يلزمك في ذلك فأنا أوفى بالعهد منك ، وأنت أحرى بقبول الأمان مني . فأما أمانك الذي عرضت عليّ فأيّ الأمانات هو ؟ أأمان ابن هبيرة ، أم أمان عمك عبد اللَّه بن عليّ [1] ، أم أمان مسلم والسلام . فأجابه المنصور : من عبد اللَّه عبد اللَّه أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد اللَّه ، أما بعد فقد أتاني كتابك ، وبلغني كلامك ، فإذا جلّ فخرك بالنساء ، لتضلّ به الحفاة والغوغاء ، ولم يجعل اللَّه النساء كالعمومة ، ولا الآباء كالعصبة والأولياء . وقد جعل اللَّه تعالى العمّ أبا ، وبدأ به على الوالد الأدنى . فقال جل ثناؤه عن نبيه يوسف عليه السلام * ( واتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ ) * [2] . ولقد علمت أن اللَّه تبارك وتعالى بعث محمدا صلى اللَّه عليه وسلَّم ، وعمومته أربعة فأجاب اثنان أحدهما أبي ، وكفر اثنان أحدهما أبوك . وأما ما ذكرت من النساء وقراباتهن ، فلو أعطين على قدر الأنساب ، وحقّ الأحساب ، لكان الخير كلَّه لآمنة بنت وهب ، ولكن اللَّه يختار لدينه من يشاء من خلقه .
[1] هما يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراقين من قبل الأمويين ، وعبد اللَّه بن علي ، عم المنصور ، الذي هزم مروان بن محمد بالزاب . وكان الاثنان قد خرجا على المنصور واستعصيا عليه ، فأمنهما ثم استسلما وقتلا . ( انظر الأعلام 8 / 185 و 4 / 104 ) . [2] سورة يوسف / 38 . وهنا جزء من الآية .
279
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 279