نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 266
فقال وقوله الحق * ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله والَّذِينَ مَعَه أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ) * [1] إلى قوله * ( مَغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً ) * فمن غاظوه كفر وخاب وفجر وخسر . وقال اللَّه جل وعز * ( لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ الله ورِضْواناً ) * إلى قوله * ( رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) * [2] فمن خالف شريطة اللَّه عليه لهم وأمره إياه فيهم فلا حقّ له في الفيء ، ولا سهم له في الإسلام في آي كثيرة من القرآن ، فمرق مارقة من الدين . وفارقوا المسلمين وجعلوهم عصين . وحزبوا أحزابا ، أشابات وأوشابا [3] . فخالفوا كتاب اللَّه فيهم فخابوا وخسروا الدنيا والآخرة . ذلك هو الخسران المبين . أفمن كان على بيّنة من ربّه كمن زيّن له سوء عمله واتّبعوا أهواءهم . مالي أرى عيونا خزرا [4] ، ورقابا صعرا ، وبطونا بجرى [5] ، شجى لا يسيغه الماء ، وداء لا يشرب فيه الدواء . أفنضرب عنكم الذّكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين . كلَّا واللَّه بل هو الهناء والطَّلاء حتى يظهر العذر ، ويبوح السرّ ، ويضح العيب ، ويشوس [6] الجيب . فإنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى ، ويحكم إني لست أتاويّا [7] أعلَّم ، ولا بدويا أفهمّ . قد حلبتكم أشطرا ، وقلَّبتكم أبطنا وأظهرا . فعرفت أنحاءكم وأهواءكم ، وعلمت أن قوما أظهروا الإسلام بألسنتهم ، وأسروا الكفر في قلوبهم ، فضربوا بعض أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم ببعض ، وولَّدوا الروايات فيهم ، وضربوا الأمثال ، ووجدوا على ذلك من أهل الجهل من أبنائهم أعوانا
[1] سورة الفتح / 29 . [2] سورة الحشر / 8 . [3] الأشابات والأوشاب والأوباش هم الاخلاط من الناس والرّعاع . ( اللسان 1 / 214 - 796 ) . [4] التي تنظر باستخفاف واستعلاء ( اللسان 4 / 236 ) . [5] البطون الكبيرة العظيمة . ولعلها بباء مضمومة إذا جاءت من بجر ، بفتح الجيم المعجمة ؛ أو لعلها من بجر ، بكسر الجيم المعجمة ، ومعناها امتلأ بطنه من الماء واللبن الحامض ولسانه عطشان . ( اللسان 4 / 39 ) . [6] وهو الميل بجماع الصدر . ( انظر مادتي : ش وس وج ي ب في اللسان ) . [7] الأتاويّ هو الغريب الذي ليس في وطنه .
266
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 266