نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 264
تخلَّف منكم بعد قبض عطائه أحد لأضربنّ عنقه وأنهبنّ ماله . ثم التفت إلى أهل الشام فقال : أنتم البطانة والعشيرة ! واللَّه لريحكم أطيب من ريح المسك الأذفر [1] ، وإنما أنتم كما قال اللَّه تعالى * ( ضَرَبَ الله مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً ) * [2] الآية ؛ والتفت إلى أهل العراق فقال : واللَّه لريحكم أنتن من ريح الأبخر [3] ، وإنما انتم كما قال اللَّه * ( ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ) * [4] الآية . ومن خطبه لما قدم البصرة يتهدّد أهل العراق ويتوعدهم : أيّها الناس : من أعياه داؤه فعندي دواؤه ! ، ومن استطال أجله ، فعليّ أن أعجله ؛ ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله ، ومن استطال ماضي عمره قصّرت عليه باقيه . إن للشيطان طيفا ، وللسلطان سيفا ! فمن سقمت سريرته ، صحّت عقوبته ؛ ومن وضعه ذنبه ، رفعه صلبه ؛ ومن لم تسعه العافية ، لم تضق عنه الهلكة ؛ ومن سبقته بادرة فمه ، سبق بدنه بسفك دمه ؛ إني أنذر ثم لا أنظر ، وأحذّر ثم لا أعذر ، وأتوعد ثم لا أعفو . إنما أفسدكم ترنيق [5] ولاتكم ؛ ومن استرخى لبّه ، ساء أدبه . إن الحزم والعزم سكنا في وسطي ، وأبدلاني به سيفي : فقائمه في يدي ، ونجاده في عنقي ، وذبابه [6] قلادة لمن عصاني ! ؛ واللَّه لا آمر أحدكم أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه . ولعمر بن عبد العزيز ، وسليمان بن عبد الملك من خلفاء بني أمية ، وأبي جعفر المنصور ، وهارون الرشيد ، وابنه المأمون من خلفاء بني العباس ،
[1] المسك الأذفر : شديد ذكاء الريح ( اللسان 4 / 306 ) . [2] سورة إبراهيم / 24 . واللفظ في النحل والروم ويس والزمر والزخرف والتحريم . [3] الأبخر هو الذي تخرج من فمه ريح نتنة . ( اللسان 4 / 47 ) . [4] سورة إبراهيم / 26 . [5] الترنيق هي من الكلمات الأضداد : فهي بمعنى الصفاء وتأتي بمعنى التكدير . والترنيق أيضا الانتظار . وترنيق ولاتكم صفاؤهم ولينهم معكم . ( اللسان 10 / 127 ) . [6] ذباب السيف هو حدّ طرفه الذي بين شفرتيه . ( اللسان 1 / 383 ) .
264
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 264