responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 263


كنانته بين يديه فعجم عيدانها [1] عودا عودا ، فوجدني أمرّها عودا ، وأشدّها مكسرا ، فوجهّني إليكم ورماكم بي يا أهل الكوفة ، أهل الشّقاق والنفاق ، ومساوي الأخلاق : لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة ، واضطجعتم في منام الضّلال ، وسننتم سنن الغيّ ، وايم اللَّه لألحونّكم لحو العود [2] ، ولأقرعنّكم قرع المروة [3] ، ولأعصبنّكم عصب السلمة [4] ، ولأضربنّكم ضرب غريبة [5] الإبل . إني واللَّه لا أحلف إلَّا صدقت ، ولا أعد إلَّا وفيت . إيّاي وهذه الزّرافات ، وقال وما يقول ، وكان وما يكون . وما أنتم وذاك يأهل العراق . إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنّة يأتيها رزقها رغدا من كلّ مكان فكفرت بانعم اللَّه ، فأتاها وعيد القرى من ربها . فاستوثقوا واعتدلوا ولا تميلوا ، واسمعوا وأطيعوا ، وشايعوا وبايعوا .
واعلموا أن ليس مني الإكثار والإهذار ، ولا مع ذلك النّفار ولا الفرار ؛ إنما هو انتضاء هذا السيف ، ثم لا يغمد الشتاء ولا الصيف ، حتى يذلّ اللَّه لأمير المؤمنين عزّتكم ، ويقيم له أودكم وصعركم [6] . ثم إني وجدت الصدق من البرّ ، ووجدت البرّ في الجنّة ، ووجدت الكذب من الفجور ، ووجدت الفجور في النار . وإن أمير المؤمنين أمرني أن أعطيكم أعطياتكم ، وأشخصكم لمجاهدة عدوّكم وعدوّ أمير المؤمنين ؛ وقد أمرت لكم بذلك وأجّلتكم ثلاثا ، وأعطيت اللَّه عهدا يؤاخذني به ويستوفيه منّي : لئن



[1] أي استعرض رجاله وسواعده فاختارني من بينهم . وعجم العود أي اختبر صلابته بأن يضغط عليه بين أسنانه .
[2] في بعض الروايات : لحو العصا . ولحو العصا أو العود هو إزالة قشرته . ( اللسان 15 / 241 ) .
[3] المروة : الحجر الصلب يضرب بعضه ببعض فتخرج منه النار ، وإذا كان حادا يستعمل للذبح . ( اللسان 15 / 275 )
[4] السّلمة نوع من الشجر . وعصب الشجرة : ضمّ ما تفرق منها بحبل ثم خبطها ليسقط ورقها . ( اللسان 12 / 297 و 1 / 603 ) .
[5] في روايات أخرى : غرائب الإبل .
[6] الصّعر هو الميل في الخدّ والوجه علامة التكبّر أو المعصية . ( اللسان 4 / 456 ) .

263

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست