نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 258
خفيف وبيء ، وترك الخطيئة خير من معالجة التوبة ، ورب نظرة زرعت شهوة ، وشهوة ساعة أورثت حزنا طويلا ! . ومن خطب عثمان رضي اللَّه عنه : وقد أنكروا عليه تقديم بني أمية على غيرهم : أما بعد فإن لكل شيء آفة ، وآفة هذا الدين وعاهة هذه الملة قوم عيابون ، طعانون ، يظهرون لكم ما تحبون ، ويسرون ما تكرهون . أما واللَّه يا معشر المهاجرين والأنصار ! لقد عبتم علي أشياء ونقمتم مني أمورا قد أقررتم لابن الخطاب بمثلها ولكنه وقمكم وقما [1] ، ودمغكم [2] حتى لا يجتريء أحد منكم يملأ بصره منه ولا يشير بطرفه إلا مسارقة إليه ، أما واللَّه لأنا أكثر من ابن الخطاب عددا ، وأقرب ناصرا وأجدر إن قال هلم أن يجاب . هل تفقدون من حقوقكم وأعطياتكم شيئا ؟ فإني إلا أفعل في الفضل ما أريد فلم كنت إماما إذن ؟ أما واللَّه ما عاب علي من عاب منكم أمرا أجهله ولا أتيت الذي أتيت إلا وأنا أعرفه [3] . ومن خطب علي كرم اللَّه وجهه ، حين بويع بالخلافة : إن اللَّه أنزل كتابا هاديا بين فيه الخير والشر ، فخذوا بالخير ودعو الشر ؛ الفرائض أدوها إلى اللَّه تؤديكم إلى الجنة . إن اللَّه حرم حرما غير مجهولة ، وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها ، وسدد بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين . فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق ؛ لا يحل أذى المسلم إلا بما يجب ، فأدوا أمر العامة ، وخاصة أحدكم الموت . فإن الناس أمامكم وإنما خلفكم الساعة تذكركم . تخففوا تلحقوا [4] ، فإنما ينتظر بالناس أخراهم . اتقوا اللَّه عباد اللَّه في
[1] أي أذلكم وقهركم إذلالا وقهرا . ( اللسان 12 / 642 ) . [2] القمع والدمغ أي القهر والإذلال ( اللسان 8 / 424 ) . [3] وردت هذه الخطبة أكثر طولا وباختلاف كبير عما هنا في جمهرة خطب العرب : 1 / 274 عن تاريخ الطبري والبيان والتبيين وإعجاز القرآن . [4] في روايات أخرى : تخففوا تصلوا .
258
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 258