نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 259
عباده وبلاده ، فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم ، أطيعوا اللَّه ولا تعصوه وإذا رأيتم الخير فخذوا به ، وإذا رأيتم الشر فدعوه ، واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض . ومن خطب الحسن بن علي رضي اللَّه عنه : اعلموا أن الحلم زين ، والوقار مودة والصلة نعمة ، والإكثار صلف ، والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، والقلق ورطة ، ومجالسة أهل الدناءة شين ، ومخالطة أهل الفسوق ريبة . ومن خطب معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنه بصفين : أيها الناس ! إن الحرب صعبة ، وإن السلم من ومبرة ؛ ألا وقد زبنتنا الحرب وزبناها [1] وألفتنا وألفناها ، فنحن بنوها وهي أمنا . أيها الناس ! استقيموا على سبيل الهدى ، ودعوا الأهواء المضلة ، والبدع المردية ، ولست أراكم تزدادون بعد الوصاة إلا استجراء ، ولن أزداد بعد الإعذار والحجة عليكم إلا عقوبة ، وقد التقينا نحن وأنتم عند السيف ، فمن شاء فليتحرك أو يتقهقر وما مثلي ومثلكم إلا كما قال ابن قيس بن رفاعة الأنصاري : [2] . < شعر > من يصل ناري بلا ذنب ولا ترة [3] يصلى بنار كريم غير غدار أنا النذير لكم مني مجاهرة كي لا ألام علي نهيي وإنذاري < / شعر > ومن خطب عتبة بن أبي سفيان ، وهو يومئذ أمير مصر وقد بلغه عن أهلها أمور أن صعد [4] المنبر وقال : يا حاملي ألأم أنوف ركبت بين أعين ! إنما قلمت أظفاري عنكم ليلين مسي إياكم ، وسألتكم صلاحكم لكم إذ كان فسادكم راجعا عليكم ؛ فأما إذ أبيتم إلا الطعن على الامراء والعتب على
[1] أي كرهتنا وكرهناها . وحرب زبون : تزبن الناس أي تصدمهم وتدفعهم ، على التشبيه بالناقة ( اللسان 13 / 194 ) . [2] صاحب البيتين كما ورد في معجم الشعراء هو قيس بن رفاعة الواقفي من بني واقف ابن امريء القيس بن مالك بن الأوس . أدرك الإسلام فأسلم . وكان أعور ( معجم الشعراء 322 ) . [3] الوتر والوتر والترة هي الظلم والمكروه والجناية . ( اللسان 5 / 274 ) . [4] لعل عامل « أن » محذوف . والصحيح : فما كان منه إلا أن الخ .
259
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 259