نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 251
أنها لم يؤمن حرها من الخطفة [1] ، ولا نقلت حماها إلى الجحفة » [2] . أخذ المعنى الأول من قوله صلى اللَّه عليه وسلَّم « من صبر على حر مكة ولأواء المدينة ضمنت له على اللَّه الجنة » . والمعنى الثاني من قوله صلى اللَّه عليه وسلَّم في دعائه للمدينة : « اللهم حببها إلينا كما حببت إلينا مكة وانقل حماها إلى الجحفة » ورشح ذلك بمعنى قوله تعالى : * ( أَولَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً ويُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) * [3] حيث قال إلا أنها لم يؤمن حرها من الخطفة . ومن ذلك ما ذكره في وصف كريم ، وهو : « فأغنى بجوده إغناء المطر ، وسما إلى المعالي سمو الشمس وسار في منازلها مسير القمر . ونتج من أبكار فضائله . ما إذا ادعاه غيره قيل للعاهر الحجر » . أخذ ذلك من قول النبي صلى اللَّه عليه وسلَّم « الولد للفراش وللعاهر الحجر » . إلى غير ذلك من مقتبساته المستكثرة ، واستنباطاته التي هي غير قاصرة ولا مستنكرة . ومن ذلك ما ذكرته أنا في المفاخرة بين السيف والقلم ، وهو : « وبدأ القلم فتكلم ، ومضى في الكلام بصدق عزم فما توقف ولا تلعثم ؛ فقال باسم اللَّه تعالى أستفتح ، وبحمده أتيمن وأستنجح ؛ إذ من شأني الكتابة ، ومن فني الخطابة ، وكل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم اللَّه تعالى ، فهو أجذم ، وكل كلام لا يفتتح بحمد اللَّه فأساسه غير محكم » . أخذت ذلك من قوله صلى اللَّه عليه وسلَّم « كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم اللَّه أو بحمد اللَّه فهو أجذم » على اختلاف الرواية في ذلك .
[1] الخطفة هي المرور السريع . وفي التنزيل العزيز : « إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب » . وفي الحديث أن النبي صلى اللَّه عليه وسلَّم نهى عن المجثمة والخطفة ، وهي ما اختطف الذئب من أعضاء الشاة وهي حية . ( اللسان 9 / 75 و 76 ) . [2] كانت قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل وفي اللسان : موضع بالحجاز بين مكة والمدينة . ولما قدم النبي المدينة استوبأها وحم أصحابه فقال : اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد ، وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها إلى الجحفة . ( معجم البلدان 2 / 111 ، واللسان 9 / 21 ) . [3] سورة العنكبوت / 67 .
251
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 251