نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 250
وقد أكثر الوزير ضياء الدين بن الأثير من هذا الباب . فمن ذلك قوله في دعاء كتاب : « أعاذ اللَّه أيامه من الغير ، وبين بخطر مجده نقص كل خطر . وجعل ذكره زادا لكل ركب ، وأنسا لكل سمر . ومنحه من فضله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر » . أخذ ذلك من قوله صلى اللَّه عليه وسلَّم في وصف نعيم الجنة « فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر » فنقله إلى الدعاء . ومن ذلك ما ذكره في النصر على العدو في مواطن القتال ، وهو : « أخذنا بسنة رسول اللَّه في النصر الذي نرجوه ، ونبذنا في وجه العدو كفا من التراب وقلنا شاهت الوجوه ، فثبت اللَّه ما تزلزل من أقدامنا ، وأقدم حيزوم فأغنى عن إقدامنا » . أخذ المعنى الأول من حديث غزوة حنين وأن النبي صلى اللَّه عليه وسلَّم أخذ قبضة من التراب وألقى بها في وجوه الكفار وقال : « شاهت الوجوه » وأخذ المعنى الثاني من حديث غزوة بدر : وذلك أن رجلا من المسلمين لاقى رجلا من المشركين وأراد أن يضربه فخر على الأرض ميتا قبل أن يصل إليه ، وسمع الرجل المسلم صوتا من فوقه وهو يقول أقدم حيزوم فجاء النبي صلى اللَّه عليه وسلَّم فأخبره فقال : « ذلك من مدد السماء الثالثة » . ومن ذلك ما ذكره في ضيق مجال الحرب ، وهو : « وضاق الضرب بين الفريقين حتى اتصلت مواقع البيض الذكور ، وتصافحت الغرر بالغرر والصدور بالصدور . واستظل حينئذ بالسيوف لا شتباك مجالها وتبوئت مقاعد الجنة التي هي تحت ظلالها » . أخذ ذلك من قول النبي صلى اللَّه عليه وسلَّم « الجنة تحت ظلال السيوف » . ومن ذلك ما ذكره في وصف بعض البلاد الوخمة ، وهو : « ومن صفاتها أنها مدرة [1] مستوبلة الطينة ، مجموع لها بين حر مكة ولأواء [2] المدينة . إلا
[1] العرب تسمي القرية المبنية بالطين واللبن المدرة . ( اللسان 5 / 163 ) . [2] اللأواء هي المشقة والشدة ، وقيل القحط . يقال : أصابتهم لأواء وشصاصاء . ( اللسان 15 / 238 ) .
250
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 250