responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 249


فأما الاستشهاد فهو أن يضمن الكلام شيئا من الحديث ، وينبه عليه :
كقول أبي إسحاق الصابي في وصية عهد من خليفة السلطان : وأن يقوم بما يعقده الرجل من عرض المسلمين ، فإن ذمته ذمة جميع المؤمنين ، وقد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم : « المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم » .
وكما كتب بعض الكتاب في صدر كتاب لديوان الخلافة : والحمد للَّه على أن صار إلى أمير المؤمنين ميراث الطاهرين من آبائه ، وخصه بما حاز له من جزيل الفضل وحبائه ، وحقق للدولة العباسية وعد النبي صلى اللَّه عليه وسلَّم إذ يقول لعمه العباس رضوان اللَّه عليه « ألا أبشرك يا عم ! بي ختمت النبوة وبولدك تختم الخلافة » وكقوله من عهد آخر : وأمره أن يضع الرصد على من يختار [1] في الحمالة من أباق العبيد ، والاحتياط عليهم وعلى ما يكون معهم ، إلى أن قال :
وأن يعرفوا اللقط [2] ويتبعوا أثرها ، ويشيعوا خبرها ، فإذا حضر صاحبها وعلم أنه مستوجبها ، سلمت إليه ، ولم يعترض فيها عليه . واللَّه جل وعز يقول : * ( إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) * [3] . ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم يقول : « ضالة المؤمن حرق النار » [4] إلى غير ذلك من الاستشهادات .
وأما الاقتباسات فهو أن يضمن الكلام شيئا من الحديث ولا ينبه عليه .
فمن ذلك ما ذكره الحريري في مقاماته من قوله : وكتمان الفقر زهاده وانتظار الفرج بالصبر عباده . وقوله : شاهت الوجوه ، وقبح الهكع [5] ومن يرجوه .



[1] لعله : على من يجتاز في العمالة كما في حاشية الطبعة الأميرية .
[2] أي ما عثر عليه والتقط في الطريق من الأشياء الثمينة .
[3] سورة النساء / 58 .
[4] كان ذلك جواب الرسول الأعظم على سؤال السائل إذ سأله عن ضوال الابل ( الإبل الضالة ) فنهاه عن أخذها وحذره النار إن تعرض لها . ( اللسان 11 / 392 ) .
[5] في اللسان : الهكوع هو النوم والاسترخاء . والهكع هو شهوة الناقة للضراب . والهكعة والهكعة الأحمق . ( اللسان 8 / 374 ) .

249

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست