responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 229


غيره . قال تعالى * ( ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ) ) * [1] وقال جل وعز * ( تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) * [2] . قال في « المثل السائر » : كان بعضهم يقول : لو ضاع لي عقال لوجدته في القرآن الكريم . قال في « حسن التوسل » : وقد أخرج من الكتاب العزيز شواهد لكل ما يدور بين الناس في محاوراتهم ، ومخاطباتهم ، مع قصور كل لفظ ومعنى عنه ، وعجز الإنس والجن عن الإتيان بسورة من مثله - كما حكي أن سائلا سأل بعض العلماء أين تجد في كتاب اللَّه معنى قولهم « الجار قبل الدار » ؟ قال في قوله تعالى * ( ( ضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ) ) * [3] فطلبت الجار قبل الدار ، ونظائر ذلك كثيرة .
وقد اختلف في جواز الاستشهاد بالقرآن الكريم في المكاتبات ونحوها :
فذهب أكثر العلماء إلى جواز ذلك ما لم يحل عن لفظه ولم يتغير معناه . فقد ثبت في الصحيح : أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، كتب في كتابه إلى هرقل * ( ( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وبَيْنَكُمْ ) ) * [4] إلى قوله مسلمون ؛ وروي ذلك عن غير واحد من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، فكتب أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه في عهده لعمر بن الخطاب * ( ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ ) * . * ( وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) ) * [5] على ما سيأتي في ذكر عهود الخلفاء عن الخلفاء إن شاء اللَّه تعالى . وكتب عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه في آخر كتاب إلى معاوية « وقد علمت مواقع سيوفنا في جدك وخالك وأخيك * ( ( وما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ) ) * [6] . وقال للمغيرة بن شعبة لما أشار عليه بتولية معاوية * ( ( وما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) ) * [7] . وكتب



[1] سورة الأنعام / 38 .
[2] سورة النحل / 89 .
[3] سورة إبراهيم / 75 .
[4] سورة النمل / 65 .
[5] سورة الشعراء / 227 .
[6] سورة هود / 83 .
[7] سورة الكهف / 51 .

229

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست