نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 219
< فهرس الموضوعات > النوع الخامس المعرفة بعلوم المعاني ، والبيان ، والبديع ؛ وفيه مقصدان < / فهرس الموضوعات > النوع الخامس المعرفة بعلوم المعاني ، والبيان ، والبديع ؛ وفيه مقصدان < فهرس الموضوعات > المقصد الأول في وجه احتياج الكاتب إلى ذلك < / فهرس الموضوعات > المقصد الأول في وجه احتياج الكاتب إلى ذلك اعلم أنه لمّا كانت صناعة الكتابة مبنية على سلوك سبل الفصاحة واقتفاء سنن البلاغة ، وكانت هذه العلوم هي قاعدة عمود الفصاحة ومسقط حجر البلاغة ، اضطرّ الكاتب إلى معرفتها ، والإحاطة بمقاصدها . ليتوصّل بذلك إلى فهم الخطاب ، وإنشاء الجواب ، جاريا في ذلك على قوانين اللغة في التركيب ، مع قوّة الملكة على إنشاء الأقوال المركَّبة المأخوذة عن الفصحاء والبلغاء ، من الخطب والرسائل والأشعار من جهة بلاغتها وخلَّوها عن اللَّكن ، وتأدية المطلوب بها ، وتكميل الأقاويل الشّعرية نثرا كانت أو نظما ، في بلوغها غايتها وتأدية ما هو مطلوب بها ، وأنها كيف تتعيّن بحسب الأغراض لتفيد ما يحصل بها من التخيل الموجب لانتقال النفس من بسط وقبض ، والشيء يذكر بضدّه ، فيذكر المحاسن بالذات والعيوب بالعرض . قال أبو هلال العسكري : « فإن صاحب العربية إذا أخلّ بطلب هذه العلوم ، وفرّط في التماسها ، فاتته فضيلتها ، وعلقت به رذيلة فوتها ، وعفّى على جميع محاسنه ، وعمّى سائر فضائله ، لأنه إذا لم يفرق بين كلام جيّد وآخر رديء ، ولفظ حسن ، وآخر قبيح ، وشعر نادر ، وآخر بارد ، بان جهله وظهر نقصه ، وإذا أراد أن ينشىء رسالة أو يضع قصيدة وقد فاتته هذه العلوم ، مزج الصّفو بالكدر ، وخلط الغرر بالعرر [1] ؛ فجعل نفسه مهزأة للجاهل ، وعبرة للعاقل . وكذلك إذا أراد تصنيف كلام منثور أو تأليف شعر منظوم وتخطَّى هذه ساء اختياره ، وقبحت آثاره ، فأخذ الرديء المردود ، وترك الجيّد