responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 220


المقبول ، فدلّ على قصور فهمه ، وتأخر معرفته . مع ما في هذه العلوم الثلاثة من الوسيلة إلى فهم كتاب اللَّه تعالى وكلام رسوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم اللذين منهما يستمدّ الكاتب شريف المعاني ، ويستعير فصيح الألفاظ ، بل منهما تستفاد سائر العلوم وتقتبس نفائس الفضائل » . قال : « وقبيح لعمري بالفقيه المؤتمّ به ، والقاريء المقتدى بهديه ، والمتكلَّم المشار إليه في حسن مناظرته ، وتمام آلته في مجادلته ، وشدّة شكيمته في حجاجه ، وبالعربيّ الصّليب ، والقرشيّ الصريح ، أن لا يعرف فهم إعجاز كتاب اللَّه إلا من الجهة التي يعرفها منها الزّنجيّ والنبطيّ ، وأن يستدلّ عليه بما يستدلّ به الجاهل الغبيّ » .
على أن الشيخ بهاء الدين السبكي [1] رحمه اللَّه قد ذكر في « شرح تلخيص المفتاح » أنّ أهل مصر لا يحتاجون إلى هذه العلوم وأنهم يدرونها بالطبع ، فقال في أثناء خطبته : « أما أهل بلادنا فهم مستغنون عن ذلك بما طبعهم اللَّه تعالى عليه من الذّوق السليم ، والفهم المستقيم ، والأذهان التي هي أرقّ من النسيم ، وألطف من ماء الحياة في المحيّا الوسيم ، أكسبهم النيل تلك الحلاوة ، وأشار إليهم بأصابعه فظهرت عليهم هذه الطَّلاوة ، فهم يدركون بطباعهم ما أفنت فيه العلماء فضلا عن الأغمار [2] ، الأعمار ، ويرون في مرآة قلوبهم الصقيلة ما احتجب من الأسرار خلف الأستار .
< شعر > والسّيف ما لم يلف فيه صيقل من طبعه لم ينتفع بصقال < / شعر > فيالها غنيمة لم يوجف عليها من خيل ولا ركاب ، ولم يزحف إليها بعدو



[1] هو أحمد بن علي بن عبد الكافي ؛ ولي القضاء في الشام سنة 762 ه . مات مجاورا بمكة سنة 763 ه . واسم كتابه : « عروس الأفراح ، شرح تلخيص المفتاح » . ( الأعلام 1 / 176 ) .
[2] في اللسان : الغمر : الكثير . والأغمار تكون جمعا لغمر بالضم ، وهو الغرّ الذي لم يجرّب . والأرجح أن الأغمار هنا بمعنى الوافر الكثير ؛ بصيغة جمع استعملها الكاتب على غير قياس صرفي معروف . ( راجع مادة : غ م ر . اللسان 5 / 30 ) .

220

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست