responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 205


ووقف به عند ما جهله . قال في « المثل السائر » : وهو أوّل ما ينبغي إثبات معرفته ؛ على أنه ليس مختصا بهذا العلم خاصّة بل بكل علم ؛ لا بل ينبغي معرفته لكل أحد ينطق باللسان العربيّ ليأمن معرّة اللحن . قال صاحب « الرّيحان والرّيعان » : ولم يزل الخلفاء الراشدون بعد النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يحثّون على تعلَّم العربيّة ، وحفظها والرّعاية لمعانيها ، إذ هي من الدّين بالمكان المعلوم ، والمحلّ المخصوص . قال عثمان المهريّ : « أتانا كتاب عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه ، ونحن بأذربيجان يأمرنا بأشياء ، ويذكر فيها : « تعلَّموا العربيّة فإنها تثبّت العقل ، وتزيد في المروءة » . وكان لخالد بن يزيد بن معاوية أخ فجاءه يوما فقال : إن الوليد بن عبد الملك يعبث بي ويحتقرني ، فدخل خالد على عبد الملك والوليد عنده فقال يا أمير المؤمنين ! إن الوليد قد احتقر ابن عمه عبد اللَّه واستصغره ، وعبد الملك مطرق فرفع رأسه وقال : * ( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها ) ) * [1] الآية - فقال خالد * ( وإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً ) * [2] الآية - فقال عبد الملك : أفي عبد اللَّه تكلَّمني ؟ وقد دخل عليّ فما أقام لسانه لحنا - فقال خالد : أفعلى الوليد تعوّل ؟ فقال عبد الملك : إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان - فقال خالد : وإن كان عبد اللَّه يلحن فإن أخاه خالد ؛ في كلام كثير طويل ليس هذا موضع ذكره .
وقال الرشيد يوما لبنيه : « ما ضرّ أحدكم لو تعلَّم من العربيّة ما يصلح به لسانه أيسرّ أحدكم أن يكون لسانه كلسان عبده وأمته ؟ » . ومن كلام مالك بن أنس [3] « الإعراب حلي اللَّسان فلا تمنعوا ألسنتكم حليّها » . وللَّه درّ أبي



[1] سورة النمل / 34 .
[2] سورة الإسراء / 16 .
[3] هو إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة . وكان مالك بن أنس أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث . توفي سنة 179 ه . ( أسماء التابعين للدار قطني 1 / 354 ) .

205

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست