نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 204
واستجلابا للقلوب ، وصونا للسر عن اطَّلاع ترجمان عليه ؛ وأمر النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لزيد ابن ثابت بتعلَّم السريانية أو العبرانية على ما تقدّم ظاهر في طلب ذلك من الكاتب وحثّه عليه . ثم اللغات العجمية على ضربين : أحدهما ما له قلم يكتب به في تلك اللغة كاللغة الفارسية ، واللغة الرومية ، واللغة الفرنجية ونحوها ؛ فإن لكل منها قلما يخصّه يكتب به في تلك اللغة . والثاني ما ليس له قلم يكتب به ، وهي لغات القوم الذين تغلب عليهم البداوة كالترك والسّودان . ولأجل ذلك ترد الكتب من القانات ملوك الترك ببلاد الشّمال المعروف في القديم ببيت بركة ، والآن بمملكة أزبك باللغة المغلية بالخط العربي ، وترد الكتب الصادرة عن ملوك السودّان باللفظ العربيّ والخط العربيّ . أما اللغات التي لها أقلام تخصها فإن كتبهم ترد بخطهم ولغتهم : كالكتب الواردة من ملوك الروم والفرنج ونحوهما ممن للغته قلم يخصه على اختلاف الألسنة واللغات . < فهرس الموضوعات > النوع الثالث المعرفة بالنحو ؛ وفيه مقصدان < / فهرس الموضوعات > النوع الثالث المعرفة بالنحو ؛ وفيه مقصدان < فهرس الموضوعات > المقصد الأوّل في بيان وجه احتياج الكاتب إليه < / فهرس الموضوعات > المقصد الأوّل في بيان وجه احتياج الكاتب إليه لا نزاع أن النحو هو قانون اللغة العربية ، وميزان تقويمها ؛ وقد تقدّم في النوع الأوّل أن اللغة العربية هي رأس مال الكاتب ، وأسّ مقاله ، وكنز إنفاقه . وحينئذ فيحتاج إلى المعرفة بالنحو وطرق الإعراب ، والأخذ في تعاطي ذلك حتّى يجعله دأبه ، ويصيّره ديدنه : ليرتسم الإعراب في فكره ، ويدور على لسانه ، وينطلق به مقال قلمه وكلمه ، ويزول به الوهم عن سجيّته ، ويكون على بصيرة من عبارته . فإنه إذا أتى من البلاغة بأعلى رتبة ولحن في كلامه ، ذهبت محاسن ما أتى به ، وانهدمت طبقة كلامه وألغي جميع ما حسّنه ،
204
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 204