نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 192
كثير من الأمور ؛ وذلك أن المؤنث على ضربين : أحدهما ما فيه علامة من علامات التأنيث الثلاث ، وهي الهاء نحو حمزة وطلحة ، والألف الممدودة نحو حمراء ، والألف المقصورة نحو حبلى . وضرب لا علامة فيه وإنما يؤخذ من السّماع : كالسماء ، والأرض ، والقوس ، والحرب ، وما أشبهها . وربما كان منه ما يجوز فيه التذكير والتأنيث كالطَّريق ، والسبيل ، والموسى واللَّسان ، والسّلطان ، وما أشبهها ؛ فإن من العرب من يذكَّر ذلك ومنهم من يؤنّثه . وربما وقع لفظ التأنيث على الذكر والأنثى جميعا كالسّخلة والحيّة والحمامة والنّعامة والبطَّة ونحوها . وأيضا فإن من وصف المؤنث ما يحذف منه الهاء باعتبار تأويل آخر كصيغة فعيل : فإنه إن كان بمعنى مفعول كقتيل بمعنى مقتول وخضيب بمعنى مخضوب ، حذفت الهاء من مؤنّثه : فيقال امرأة قتيل وكفّ خضيب وما أشبه ذلك ، وإن كان بمعنى فاعل كعليم بمعنى عالم ورحيم بمعنى راحم ، تثبت الهاء في مؤنّثه ، فتقول فيه عليمة ورحيمة . وعلى العكس من ذلك « فعول » فإنه إن كان بمعنى فاعل كان بغير هاء نحو امرأة صبور وشكور بمعن صابرة شاكرة ، وإن كان بمعنى مفعول كان مؤنّثه بالهاء كالحلوبة بمعنى المحلوبة ، والرّكوبة بمعنى المركوبة ؛ وصيغة مفعل مما لا يوصف به الذكور تكون بغير هاء كامرأة مرضع ، فإن أرادوا الفعل قالوا مرضعة ؛ وصيغة فاعل مما لا يكون وصفا لمذكر تكون بغير هاء أيضا نحو امرأة طالق وحامل ، وربّما حذفت الهاء مما يكون للمذكر والمؤنّث جميعا فتقول امرأة عاقر ورجل عاقر . وفي « أدب الكاتب » و « فصيح ثعلب » جملة من ذلك . وفي كتب النحو المبسوطة قواعد موصّلة إلى مقاصده . ومنها المهموز وغير المهموز ؛ فإن المعنى قد يختلف في اللفظ الواحد باعتبار الهمز وعدمه : كما تقول عبّأت المتاع بالهمز ، وعبّيت الجيش بغير همز ، وبارأت الكريّ [1] بالهمز من الإبراء ، وباريت فلانا من المفاخرة بغير