نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 172
إظهار الأسرار اتّكالا على أنها تنسب إلى أولئك ، فإذا كان الأمر قاصرا عليهم احتاجوا إلى كتمان ما يعلمونه خشية أن ينسب إليهم إذا ظهر » . وأمّا ما استقر عليه الحال في زماننا فكتّاب الديوان على طبقتين : الطبقة الأولى - كتّاب الدّست ، وهم الذين يجلسون مع كاتب السر بمجلس السلطان بدار العدل في المواكب على ترتيب منازلهم بالقدمة [1] ويقرأون القصص على السلطان بعد قراءة كاتب السر ، على ترتيب جلوسهم ويوقّعون على القصص كما يوقّع عليها كاتب السر . وسمّوا كتّاب الدست إضافة إلى دست السلطان وهو مرتبة جلوسه : لجلوسهم للكتابة بين يديه ؛ وهؤلاء هم أحقّ كتّاب ديوان الإنشاء باسم الموقّعين : لتوقيعهم على جوانب القصص بخلاف غيرهم . وقد تقدّم أنهم كانوا في أوائل الدولة التركية في الأيام الظاهرية بيبرس وما والاها ، قبل أن يلقّب صاحب ديوان الإنشاء بكاتب السر ثلاثة كتاب ، رأسهم القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر ، ثم زادوا بعد ذلك قليلا إلى أن صاروا في آخر الدولة الأشرفية شعبان بن حسين عشرة أو نحوها ، ثم تزايدوا بعد ذلك شيئا فشيئا خصوصا في سلطنة الظاهر برقوق ، وابنه الناصر فرج حتّى جاوزوا العشرين وهم آخذون في التزايد . وقد كانت هذه الرتبة لا حقة بشأو كتابة السر في الرفعة والرياسة إلى أن دخل فيها الدخيل ، وقدّم فيها غير المستحق ، ووليها من لا يؤهّل لما هو دونها ، وانحطَّت رتبتها وصار أهلها في الحضيض الأوهد من الرياسة بعد أوجها الا الأفذاذ ممن علت رتبته وقليل ما هم . الطبقة الثانية - كتّاب الدّرج ، وهم الذين يكتبون ما يوقّع به كاتب السر أو كتّاب الدست أو إشارة النائب أو الوزير ، أو رسالة الدوادار ونحو ذلك من
[1] القدمة بالضم معناها السّبق ، ولعل مراده : السبق في الفضل .
172
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 172