responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 173


المكاتبات والتقاليد والتواقيع والمراسيم والمناشير والأيمان والأمانات ونحو ذلك مما يجري مجراه . وسمّوا كتّاب الدّرج لكتابتهم هذه المكتوبات ونحوها في دروج الورق ، والمراد بالدّرج في العرف العامّ الورق المستطيل المركَّب من عدّة أوصال ، وهو في عرف الزمان عبارة عن عشرين وصلا متلاصقة لا غير . قال ابن حاجب النعمان في ذخيرة الكتّاب : وهو في الأصل اسم للفعل أخذا من درجت الكتاب أدرجه درجا إذا أسرعت طيّه وأدرجته إدراجا فهو مدرج إذا أعدته على مطاويه وأصله الإسراع في حالة ، ومنه مدرجة الطريق التي يسرع الناس فيها وناقة دروج إذا كانت سريعة . ويجوز أن يطلق عليهم كتاب الإنشاء لأنهم يكتبون ما ينشأ من المكاتبات وغيرها مما تقدّم ذكره ؛ ولا يجوز أن يطلق عليهم لقب الموقّعين لما تقدّم من أن المراد من التوقيع الكتابة على جوانب القصص ونحوها . وكما زاد كتّاب الدّست في العدد زاد كتاب الدّرج حتى خرجوا عن الحدّ ، وبلغوا نحوا من مائة وثلاثين كاتبا ، وسقطت رياسة هذه الوظيفة وانحط مقدارها حتّى إنه لم يرضها إلا من لم يكن أهلا ، على أن كتّاب الدست الآن هم المتصدّون لكتابة المهم من كتابة الدّرج :
كمتعلَّقات البريد المختصة بالسلطان من المكاتبات والعهود والتقاليد وكبار التواقيع والمراسيم والمناشير ، وصار كتاب الدّرج في الغالب مخصوصين بالمكاتبات في خلاص الحقوق وما في معناها . وكذلك صغار التوّاقيع والمراسيم والمناشير مما يكتب في القطع الصغير ، وربما شارك أعلاهم كتّاب الدست في التقاليد وكبار التواقيع وما في معناهما إذا كان حسن الخط ، ولا نظر إلى البلاغة جملة بل كل أحد يلفّق ما يتهيّأ له من كلام المتقدّمين غير مبال بتحريفه ولا تصحيفه مبتهجا بذلك ، مطالعا لغيره في أنه الذي ابتدعه وابتكره . وكل من لفّق منهم شيئا أو أنشأه كتبه بخطه على أيّ طبقة كان في الخط ، ما خلا عهود السلطنة ومكاتبات القانات [1] من ملوك الشرق فإنه ربّما



[1] وهم ملوك الترك كما سيأتي في غير موضع من كتابنا .

173

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست