نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 17
جهودها لإحياء معالم عواصم مصر الإسلامية : الفسطاط ، والقطائع ، والقاهرة المعزية ، والقلعة [1] . فهذه المدرسة تعتمد ، في المقام الأول ، على استخراج النصوص التاريخية الخاصة بالمعالم الأثرية من المصادر المعاصرة ، ثم تقوم بتطبيق هذه النصوص التاريخية على الطبيعة في ضوء ما تبقى من أحياء وآثار وأطلال ومعالم . وقد اعتمدت تلك الدراسات أساسا على كتاب « الخطط » للمقريزي ؛ إلا أن « كازانوفا » ( في دراسته التاريخية الوصفية للقلعة ) خرج وقد اهتزت ثقته بما جاء في كتاب « الخطط » من وصف لأسرار القاهرة والقلعة . ففضلا عما لاحظه ، في عديد المواضع ، من إغفال المقريزي الإشارة إلى من نقل عنه ممن سبقه من المؤرخين ( وتحديدا ابن فضل اللَّه العمري ) ، فقد أخذ عليه الكثير من المتناقضات . كما خرج من هذه الدراسة بنتيجة هامة ، وهي أن أدق وصف للقلعة هو ما كتبه شهاب الدين أحمد بن محي الدين بن فضل اللَّه العمري في موسوعته « مسالك الأبصار » ، وأن هذه الدقة في الوصف إنما جاءت نتيجة عمله في ديوان الإنشاء . وإذا كان كل من القلقشندي والمقريزي قد نقلا عن ابن فضل اللَّه العمري هذا الوصف للقلعة مع فارق كبير من حيث الأمانة والدقة في النقل ، فقد أغفل المقريزي الإشارة إلى العمري ، بينما أشار القلقشندي إلى ذلك صراحة . وفضلا عن ذلك فقد أضاف القلقشندي إلى وصف القلعة الذي نقله عن العمري ملاحظاته الخاصة المستمدة من المشاهدة العيانية والتجربة الحية . وقد أثبت كازانوفا دقة وصحة هذه الملاحظات ، بل أوضح أنه لولا ذلك لما أمكنه أن ينتهي إلى ما انتهى إليه في دراسته التاريخية والوصفية للقلعة [2] . وإذا انتقلنا إلى منهجه في الكتابة التاريخية ، نجده متميزا على جميع من سبقه في الكتابة عن تاريخ مصر في العصور الوسطى ؛ فإذا كانت كتب الحوليات الشهيرة التي تعالج تاريخ مصر في العصور الوسطى ، والتي كتبها مجموعة من
[1] انظر الدراسة القيمة عن الجانب الأثري في كتاب صبح الأعشى للدكتور أحمد دراج . [2] المرجع السابق . نقلا عن كازانوفا : تاريخ ووصف قلعة القاهرة ( النص الفرنسي ) .
17
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 17