responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 18


مشاهير المؤرخين أمثال المقريزي وابن حجر والعيني وأبو المحاسن وابن إياس ، تكاد تسير كلها على نمط واحد وتكاد تتفق كلها في قدر واحد من المعلومات ، من ناحية ما حدث في هذه السنة أو تلك من حرب أو فتنة ومن غلاء أو رخاء ، ومن وفاة سلطان أو قيام آخر . . . فإذا ذكر أحد أولئك المؤرخين شيئا عن الأسعار في سنة من السنوات ، فإنه لا يشير إلى النقود المتداولة وأقسامها وأنواعها ، أو إلى المقاييس والمكاييل المستخدمة ، مثل ما فعل القلقشندي في كتابه « صبح الأعشى » . . . وهكذا نجد المؤرخين من كتاب الحوليات يطوون السنوات طيّا ويركزون عنايتهم على جوانب معينة يلتزمون الكلام عنها . وهنا يأتي دور كتاب مثل « صبح الأعشى » ليسد تلك الثغرات في تاريخ مصر في العصور الوسطى ، بما يحويه من معلومات خطيرة عن النظم الداخلية والعلاقات الخارجية ، فضلا عن الأضواء التي يلقيها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والدينية . . .
هذا إلى جانب تمتع القلقشندي بحاسة تاريخية قوية ؛ فهو إلى جانب كونه أديبا وفقيها ، يبدو في كتابه بصورة المؤرخ الواعي المحيط ببواطن الأمور ، القادر على الربط والاستنتاج ، المستوعب لكثير من كتب السير والتواريخ [1] .
وإذا تتبعنا منهج القلقشندي في كتابه « صبح الأعشى » في جميع أبوابه ومواده نجدنا دائما أمام رجل الفكر المنظم والأمانة العلمية والإحاطة الموسوعية .
ويزداد إعجابنا كلما انتبهنا إلى أن هذا العمل الموسوعي الضخم هو من إنتاج فرد بعينه ، في حين نرى أن الأعمال الموسوعية الكبرى تتظافر فيها جهود عدد كبير من العلماء والباحثين ، وربما تعاقب على إنجازها غير جيل .
وإذا كانت العصور الوسطى هي عصور الجهل والظلام في اعتبار معظم الأدبيات الغربية ، فإننا نحد أنفسنا أمام واجب المزيد من الكشف عن تلك المنارات العربية الإسلامية في تلك العصور ( أمثال القلقشندي وغيره ) لإعادة



[1] انظر الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور : - كتاب صبح الأعشى مصدر لدراسة تاريخ مصر في العصور الوسطى .

18

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست