نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 15
أمهات الكتب في مختلف ميادين الآداب والعلوم والفنون . إلى جانب هذين المصدرين الأساسيين ، كان هنالك المشاهدة العيانية والمعايشة للأحداث ؛ وقد قدم لنا من مشاهداته ومعايشته للأحداث مادة هامة ضمنها كتابه في أماكن مبعثرة وفي خاطرات وآراء لها أهميتها الكبيرة ، خصوصا إذا كانت صادرة عن رجل مثل القلقشندي يتحلى بالعلم والورع والأمانة ، الأمر الذي سنتعرض إليه في كلامنا على منهجه في التأليف . ( ب ) وإذا نظرنا إلى كتاب « صبح الأعشى » نظرة مدققة فاحصة ، فسوف نجد أن مؤلفه يتبع منهاجا علميا واضحا يقوم على وحدة الفكرة من ناحية ، وعلى أسلوب التفريع داخل إطار محدد مرسوم ، من ناحية أخرى . وهو في أثناء ذلك ناقل أمين ، لا ينسب آراء غيره لنفسه ، وهو ذو رأي سديد وفكرة صائبة دونما ادعاء . ولاستقراء منهجه هذا سوف نتفحص بعضا من موضوعاته التي عالجها في كتابه . يقسم القلقشندي كتابه إلى عشر مقالات ، تسبقها مقدمة وتلحق بها خاتمة . ولو أخذنا المقالة الثانية ، نجده قد أفردها للحديث عن الجغرافيا بمختلف فروعها ، أي المسالك والممالك بلغة ذلك العصر . ويقسم الكاتب مقالته الجغرافية إلى أربعة أبواب : الأول في ذكر الأرض على سبيل الإجمال ، والثاني في ذكر الخلافة ومن وليها من الخلفاء ومقراتهم ، والثالث في ذكر مملكة الديار المصرية ، أما الرابع فموضوعه الممالك والبلدان المحيطة بملكة الديار المصرية . والواقع أن هذا المنهج الذي اختاره القلقشندي لمقالته منهج سليم إلى حد بعيد ، من وجهة النظر الجغرافية [1] ؛ فهو يبدأ بالصورة العامة للأرض وما اشتملت
[1] انظر الدكتور محمد محمود الصياد في كتابه : - من الوجهة الجغرافية : دراسة في التراث العربي . وكتاب الدكتور عبد اللطيف حمزة : - القلقشندي في كتابه صبح الأعشى - مجموعة أعلام العرب - رقم 12 .
15
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 15