نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 132
ثم نقله إلى كتابة السرّ بدمشق المحروسة عوضا عن أخيه القاضي محيي الدين بن فضل اللَّه ، وولَّى مكانه بمصر علاء الدين بن الأثير لسابق وعد له منه حين كان معه في الكرك ، وبقي حتّى مرض بالفالج وبطلت حركته ، فاستدعى الملك الناصر القاضي محيي الدين بن فضل اللَّه من الشأم ، فولَّاه ديوان الإنشاء بالديار المصرية في المحرم سنة تسع وعشرين وسبعمائة . وكان ولده القاضي شهاب الدين هو الذي يقرأ البريد على السلطان وينفذ المهمّات إلى سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة فأعادهما الملك الناصر إلى دمشق ، وولَّى مكانهما القاضي شرف الدين بن الشهاب محمود في شعبان من السنة المذكورة ، فبقي حتّى حجّ السلطان وعاد إلى مصر . فأعاد القاضي محيي الدين وولده القاضي شهاب الدين إلى ديوان الإنشاء بالديار المصرية ، فبقيا إلى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة . وفي أواخر ذلك تغير السلطان على القاضي شهاب الدين المذكور وصرفه عن المباشرة ، وأقام أخاه القاضي علاء الدين مكانه يباشر مع والده ، وبقي الأمر على ذلك مدة لطيفة . ثم سأل القاضي محيي الدين السلطان في العود إلى دمشق ، وقد كبرت سنّه وضعفت حركته ، فأعاده وصحبته ولده القاضي شهاب الدين وكتب له تقليد [1] في قطع الثّلثين : بأن يستمر على صحابة دواوين الإنشاء بالممالك الإسلامية ، وأن يكون جميع المباشرين لهذه الوظيفة بالباب الشريف فمن دونه نوّابه ، وأنه حيث حلّ يقرأ القصص والمظالم ، ويقرّر الولايات والعزل والرواتب وغير ذلك ، ويوقّع فيها بما يراه ، وتجهّز إلى مصر ليعلَّم عليها العلامة [2] الشريفة ، وفوّض أمر ديوان الإنشاء بالديار المصرية لولده القاضي
[1] وهو كتاب التكليف إحدى الوظائف السلطانية . [2] العلامة في الأصل وفي المصطلح خاصة بالسلطان ؛ وهي ما يكتبه السلطان بخطه على كل ما يأمر به . ( انظر في ذلك : نزهة النفوس والأبدان 2 / 34 ) .
132
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 132