responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 128


الكتابة المعتبرة ، وصار أكثر ما يكتب عن ملوك التتار بالمغلية [1] أو الفارسية ؛ والأمر على ذلك إلى زماننا على ما سيأتي بيانه في الكلام على دواوين الأمصار في المكاتبات والولايات وغيرهما إن شاء اللَّه تعالى .
وكانت بلاد الغرب والأندلس بأيدي نوّاب الخلفاء من حين الفتح الإسلاميّ في خلافة عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه ، ولا عناية لهم بديوان الإنشاء للتقرّب من البداوة ، وغايته المكاتبة إلى ديوان الخلافة ونحو ذلك ، فلما غلب بنو العباس على الخلافة هرب طائفة من بني أمية إلى بلاد المغرب ، وجازت البحر إلى الأندلس فانتزعوه من النّواب الذين كانوا به وملكوه ، وصاروا ينصبون فيه خليفة بعد خليفة ، جارين على سنن ما كانوا عليه بالشأم من ألقاب الخلافة ، مضاهين لخلافة بني العباس ببغداد : من إقامة شعار الخلافة . واتخاذ ديوان الإنشاء ، واستخدام بلغاء الكتّاب . وتعدّت دولتهم إلى برّ العدوة من بلاد المغرب فحكموه ، ثم تقاصر أمرهم بعد ذلك شيئا فشيئا باستيلاء المستولين المستبدّين عليهم بالأمر إلى أن انقرضت دولتهم من الأندلس وبلاد المغرب ، واستولت عليهما طوائف من الملوك وتنقلت بهم الأحوال في استيلاء الملوك على كل ناحية منهما ، وتتابعت الدول في كل حين كلما خبت دولة نجمت أخرى على ما سيأتي ذكره في مكاتبات ملوكهما إن شاء اللَّه تعالى .
وكان حال ديوان الإنشاء فيهم بحسب ما يكونون عليه من الحضارة والبداوة ، فأوائل الدول القريبون عهدا بالبادية لا عناية لهم بكتابة الإنشاء ، وإذا استحضرت الدولة صرفت اهتمامها إلى ديوان الإنشاء وترتيبه إلى أن استقرّ ما بقي من الأندلس بعد ما ارتجعته الفرنج منه بأيدي بني الأحمر ، والغرب الأقصى بيد بني مرين . والغرب الأوسط بيد بني عبد الواد ، وإفريقيّة



[1] المقصود اللغة المغولية .

128

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست