نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 127
ثم كانت دولة بني أمية فتوالت خلفاؤهم من معاوية بن أبي سفيان فمن بعده ، وأمر ديوان الإنشاء في زمن كل أحد مفوّض إلى كاتب يقيمه إلى حين انقراض دولتهم . وكان الخليفة هو الذي يوقّع على القصص ويحدثها بنفسه . والكاتب يكتب ما يبرز إليه من توقيعه ويصرّفه بقلمه على حكمه . وكان ممن اشتهر من كتّابهم بالبلاغة وقوّة الملكة في الكتابة حتى سار ذكره في الآفاق ، وصار يضرب به المثل على ممرّ الأزمان عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان بن محمد آخر خلفائهم . فلما بزغت شمس الخلافة العباسية بالعراق وولي الخلافة أبو العبّاس السّفّاح أوّل خلفاء بني العباس ، استوزر أبا سلمة الخلَّال ، وهو أوّل من لقّب بالوزارة في الإسلام على ما سيأتي ، وتوالت الوزراء بعده لخلفاء بني العباس من يومئذ . وكان ديوان الإنشاء تارة يضاف إلى الوزارة ، فيكون الوزير هو الذي ينفذ أموره بقلمه ، ويتولَّى أحواله بنفسه ، وتارة يفرد عنه بكاتب ينظر في أمره ، ويكون الوزير هو الذي ينفذ أموره بكلامه ، ويصرّفها بتوقيعه على القصص ونحوها ، وصاحب ديوان الإنشاء يعتمد ما يرد عليه من ديوان الوزارة ، ويمشي على ما يلقى إليه من توقيعه ، وربما وقّع الخليفة بنفسه حتى بعد غلبة ملوك الأعاجم من الديلم وبني سلجوق وغيرهم على الأمر والأمر على ذلك تارة وتارة إلى انقراض الخلافة من بغداد . وكان ممن اشتهر من وزرائهم بالبلاغة حتى صار يضرب به المثل يحيى بن خالد وزير الرشيد ، والحسن بن سهل ، وعمرو بن مسعدة كاتب المأمون ، وابن المقفّع مترجم كتاب « كليلة ودمنة » ، وسهل بن هارون الذي ترجمها . والأستاذ أبو الفضل بن العميد ، والصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عبّاد وأبو إسحاق الصابي في جماعة آخرين منهم . ثم لما انقرضت الخلافة من بغداد في وقعة هولاكو ملك التتار في سنة ( ست وخمسين وستمائة ) واستولت المغل والأعاجم على بغداد ، بطل رسم
127
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 127