responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 119


بعلم كتاب اللَّه عز وجل والفرائض ، ثم العربيّة فإنها ثقاف ألسنتكم .
ثم أجيدوا الخطَّ فإنه حلية كتبكم ، وارووا الأشعار ، واعرفوا غريبها ومعانيها . وأيام العرب والعجم ، وأحاديثها وسيرها ، فإن ذلك معين لكم على ما تسموا إليه هممكم . ولا تضيّعوا النظر في الحساب فإنه قوام كتّاب الخراج ، وارغبوا بأنفسكم عن المطامع سنيّها ودنيّها ، وسفساف الأمور ومحاقرها ، فإنها مذلَّة للرقاب ، مفسدة للكتّاب ، ونزّهوا صناعتكم عن الدّناآت ، واربأوا بأنفسكم عن السّعاية والنميمة وما فيه أهل الجهالات ، وإياكم والكبر والصلف والعظمة ، فإنها عداوة مجتلبة من غير إحنة [1] ، وتحابّوا في اللَّه عز وجل في صناعتكم ، وتواصوا عليها بالذي هو أليق بأهل الفضل والعدل والنّبل من سلفكم .
وإن نبا الزمان برجل منكم فاعطفوا عليه وواسوه حتّى يرجع إليه حاله ، ويثوب إليه أمره ؛ وإن أقعد أحدكم الكبر عن مكسبه ولقاء إخوانه ، فزوروه وعظموه وشاوروه ، واستظهروا بفضل تجربته ، وقدم معرفته . وليكن الرجل منكم على من اصطنعه واستظهر به ليوم حاجته إليه أحفظ منه على ولده وأخيه . فإن عرضت في الشغل محمدة فلا يضيفها إلا إلى صاحبه ، وإن عرضت مذمّة فليحملها هو من دونه . وليحذر السّقطة والزلة والملل عند تغيّر الحال ، فإن العيب إليكم معشر الكتّاب أسرع منه إلى الفراء ؛ وهو لكم أفسد منه لها .
فقد علمتم أن الرجل منكم إذا صحبه الرجل ، يبذل له من نفسه ما يجب له عليه من حقه ، فواجب عليه أن يعتقد له من وفائه ، وشكره ، واحتماله ، وصبره ، ونصيحته ، وكتمان سره ، وتدبير أمره ، ما هو جزاء لحقّه ، ويصدّق ذلك بفعاله عند الحاجة إليه ، والاضطرار إلى ما لديه .



[1] الإحنة : الحقد . ( البستان 1 / 14 ) .

119

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست