نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 454
وأذكر المنابر ما نسيته بها من زهو أعوادها . يشير بذلك إلى ما تقدّم من اجتماع الأنصار في اليوم الذي مات فيه النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، في سقيفة بني ساعدة إلى سعد بن عبادة ، وكيف ذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ، وقال الحباب بن المنذر : منّا أمير ومنكم أمير ، فقال أبو بكر رضي اللَّه عنه : لا ، ولكنّا الأمراء وأنتم الوزراء . إلى غير ذلك مما يجري هذا المجرى وينتظم في هذا السّلك : النوع الرابع عشر في أوابد العرب وهي أمور كانت العرب عليها في الجاهلية ، بعضها يجري مجرى الديانات ، وبعضها يجري مجرى الاصطلاحات والعادات ، وبعضها يجري مجرى الخرافات ، وجاء الإسلام بإبطالها ، وهي عدّة أمور : منها الكهانة ، وكان موضوعها عندهم الإخبار عن أمور غيبية بواسطة استراق الشياطين السمع من السماء ، وإلقاء ما يستمعونه من الغيبيّات إليهم . وقد كان في العرب قبل البعثة عدّة كهنة تعتمد العرب كلامهم ، ويرجعون إلى حكمهم فيما يخبرون به . ومن عجيب أخبارهم في ذلك أن هند ابنة عتبة بن ربيعة كانت تحت الفاكه بن المغيرة المخزومي ، وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس من غير إذن ، فخلا البيت يوما فاضطجع الفاكه هو وهند فيه ، ثم نهض الفاكه لبعض حاجته ، وأقبل رجل ممن كان يغشى البيت فولجه فلما رآها ولَّى هاربا وأبصره الفاكه فأقبل إلى هند فركضها [1] برجله وهي نائمة فانتبهت - فقال من ذا الذي خرج من عندك - فقالت لم أر أحدا وأنت الذي أنبهتني - فقال لها اذهبي إلى بيت أبيك فأقيمي عنده ! وتكلم الناس فيها - فقال له أبوها إنك قد رميت ابنتي