نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 455
بأمر عظيم ، فحاكمني إلى بعض كهّان اليمن ، فخرجا في جماعة من قومهما إلى كاهن من كهّان اليمن ومعهما هند ونسوة أخر ، فلما شارفوا بلاد الكاهن ، قالت هند لأبيها : إنكم تأتون بشرا يصيب ويخطىء ولا آمنه أن يسمني ميسما يكون عليّ سبّة - فقال أبوها سأختبره لك فصفّر لفرسه حتّى أدلى ، فأدخل في إحليله حبة حنطة وشدّ عليها بسير ، فلما دخلوا على الكاهن ، قال له عتبة : إنا قد جئناك في أمر وقد خبأت لك خبأ أختبرك به فانظر ما هو فقال ثمرة في كمرة - فقال أريد أبين من هذا - فقال حبة برّ ، في إحليل مهر - فقال له انظر في أمر هؤلاء النّسوة ، فجعل يدنو من إحداهنّ فيضرب بيده على كتفها ويقول انهضي حتى دنا من هند فقال لها : انهضي غير رسحاء [1] ولا زانية ولتلدنّ ملكا اسمه معاوية ؛ فنهض إليها الفاكه فأخذ بيدها ، فجذبت يدها من يده . وقالت إليك عنّي ! فو اللَّه لأحرص على أن يكون من غيرك ، فتزوّجها أبو سفيان ابن حرب فولدت له معاوية ، فكان من أمره ما كان إلى أن انتهت به الحال إلى الخلافة . وقد أخبر جماعة من الكهنة بمبعث النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قرب ظهوره منهم سطيح [2] الكاهن وغيره . ولما بعث النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، حرست السماء ومنعت الشياطين من استراق السمع كما أخبر تعالى بقوله : * ( وأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَه شِهاباً رَصَداً ) * [3] . ومنها الزّجر والطَّيرة : وهما في معنى واحد ؛ وأصله أنهم كانوا إذا أرادوا فعل أمر أو تركه زجروا الطير حتّى يطير ؛ فإن طار يمينا كان له حكم ، وإن طار
[1] الرسحاء من النساء : القبيحة . ووقع في الأصل بإعجام الشين وهو تصحيف ( هامش الطبعة الأميرية ) . [2] هو ربيع بن ربيعة ، كاهن جاهلي غسّاني ، من المعمرين . كان العرب يحتكمون إليه ويرضون بقضائه . ( الأعلام 3 / 14 ) . [3] سورة الجن / 9 .
455
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 455