نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 453
كرم الإحسان ، ولهذا نابت شمال رسول اللَّه عن يمين عثمان . يشير إلى أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، في بيعة الحديبية [1] كانّ قد أرسل عثمان بن عفّان رضي اللَّه عنه إلى مكة في حاجة ، ولم يحضر البيعة ، فضرب رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، بيده الشّمال على اليمين وقال « هذه عن عثمان وشمالي خير من يمينه » . ومنها قوله من تقليد لبعض الملوك من ديوان الخلافة : « وإذا استعنت بأحد على عملك فاضرب عليه بالأرصاد ، ولا ترض بما عرفته من مبدإ حاله ، فإن الأحوال تنتقل بنقل الأجساد ، وإياك أن تخدع بصلاح الظاهر كما خدع عمر بن الخطاب بالرّبيع بن زياد . يشير بذلك إلى أنّ عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه استدعى أبا موسى الأشعريّ ومن يليه من العمال وكان منهم الربيع بن زياد الحارثيّ [2] ، فذهب الربيع بن زياد إلى بعض موالي عمر وسأله عما يروج عنده وينفق عليه ، فأشار إلى خشونة العيش فمضى ، ولبس جبّة صوف ، وعمامة رثاء ، وخفّا مطابقا ، وحضر بين يديه في جملة العمّال ، فصوّب عمر نظره وصعّده فلم يقع إلا عليه ، فأدناه وسأله عن حاله ، ثم أوصى أبا موسى الأشعريّ به . ومنها قوله في معارضة كتاب القاضي الفاضل إلى ديوان الخلافة يعدّد فيه مساعي الملك الناصر « صلاح الدين يوسف بن أيوب » وما قاساه في الفتوح من الأهوال وهو : ومن جملتها ما فعل الخادم في الدولة المصرية ، وقد قام بها منبر وسرير ، وقالت منا أمير ومنكم أمير ، فردّ الدّعوة العباسيّة إلى معادها ،
[1] في بعض النسخ : العقبة ( هامش الطبعة الأميرية ) . [2] نقل صاحب الأعلام عن الإصابة وكامل ابن الأثير أن عمرا بن الخطاب قال لأصحابه يوما : دلوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس بأمير ، وإذا لم يكن بأمير فكأنه أمير فقالوا : ما نعرفه إلا الربيع بن زياد . فقال : صدقتم ( الأعلام 3 / 14 ) والواضح أن القلقشندي يورد هذه الحكاية عن الربيع في معرض الإشارة إلى خداعه ابن الخطاب . ولم نعثر على هذا المعنى فيما بين أيدينا من المراجع بخصوص ترجمة الربيع بن زياد .
453
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 453