responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 115


قال الحسن بن وهب [1] : « والكتابة نفس واحدة تجزّأت في أبدان متفرّقة » .
وقال : لا عبرة بما يقع بين بعضهم من التنافر والتباين ، لأن المناسبة إنما تقع عند المساواة . أما من وقع دون رتبة الآخر من الفضيلة فليس بمناسب له فيصير القاصر حاسدا لمن فوقه ، للتقصير الذي فيه » .
وبكل حال فإنه يجب عليه أن يعرف لأكفائه حقهم ، ويحفظ مناسبتهم ، ويتوخّى مساهمتهم ، ويتلقّاهم بالإكرام والتمييز ، ويجعلهم في أعلى المراتب عنده ، ويزيدهم على الإنصاف ولا يقصّر بهم عما يستوجبونه ويستحقونه ، ويتخوّل [2] بمثل ذلك نظراءه في الرياسة من غير الكتّاب ، وإن تعذر عليه الوصول إلى ملتمسهم أطاب قلوبهم بالوعد الجميل في المستقبل ، واجتهد في الوفاء به .
الضرب الثالث آداب عشرة الأتباع قال عليّ بن خلف : وهي لا حقة بعشرة الأكفاء : لأن الذين يستعين بهم الكاتب يدعون كتّابا ولا يدعون أعوانا ؛ وإنما الأعوان خدّام الشّرطة ومن يجري مجراهم قال : « وهم وإن كانوا أصحاب الكاتب ومرؤوسيه وأتباعه ، فاسم الكتابة يجمع بينه وبينهم ، ومعاشرتهم داخلة في باب التكرم ، والتفضيل ، والاستئثار بمحاسن الأفعال ومكارم الشيم » .
ثم قال بعد ذلك : « وينبغي أن يخصّهم بالنصيب الأوفر ، من إكرامه ، والقسم الأغزر ، من ملاحظته واهتمامه ، ويفرض لهم من التقديم والاختصاص وتفقد الأحوال والشؤون ، والذي ينتهي إليه أمل المرؤوس من الرئيس : ليجعل



[1] هو الحسن بن وهب بن سعيد ؛ كاتب شاعر . كان وجيها ثريا . توفي سنة 250 ه . ( فوات الوفيات 1 / 136 ) .
[2] تخوّلهم أي تعهّدهم . ( البستان 1 / 729 ) .

115

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست