نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 114
أكفائه ونظرائه من بطانته ، والمقرّبين من حضرته ، ليكون ذلك داعيا إلى محبته والثناء عليه مكافأة له وإمساك الألسن عن الطعن فيه . ومنها : أن يبادر إلى المشورة عليه بالصواب فيما يستشيره فيه ، ويورده إيراد مستفيد لا مفيد ، ومتعلم لا معلَّم ، ويتلطَّف في أن يوقعه من نفسه موقعا يدعوه إلى العمل به . فإنّ من عادة الملوك والرؤساء الأنفة من الانقياد إلى ما ينتحله غيرهم من الآراء ولو كانت صائبة ؛ وإن تمكَّن من صياغة حديث يودعه فيه فعل مخادعة بذلك لنفسه الأبيّة وعزّته المتقاعسة . الضرب الثاني آداب عشرة الأكفاء والنّظراء قال عليّ بن خلف : ولا شك أنّ طريقة الاعتدال في ذلك الموافاة في الإخاء ، والمساواة في الصّفاء ، ومقابلة كل حالة بما يضاهيها . أما المسامحة بالحقوق والإغضاء عمن قصّر ، والمحافظة على ودّ من فرّط ، فلا خلاف في فضله والتمدّح بمثله ، لا سيما لمثل أهل هذه الصناعة التي يرتفع حقّ الاعتزاء إليها عن حقوق القرابات الدانية ، والأنساب الراسخة . ولذلك وقع في كلام بعضهم « الكتابة نسب » . قال عليّ بن خلف : والمعنى فيه أن التناسب الحاصل بين أهلها تناسب نفسانيّ لا جسمانيّ ، يحصل عن تناسب الصور القائمة في نفوسهم بالقوّة ، وعن تناسبها بعد خروجها وظهورها من القوّة إلى الفعل ، بدليل ما نراه من اتفاق خواطرهم على كثير من المعاني التي يستنبطونها ، وتواردهم فيها . ولو لا تناسب الغرائز وتشابهها ، لم يكن أن يتواطؤا في أكثر الأحوال على معان متكافئة متوافية . قال : « وإذا كنا نحفظ من متّ إلينا بالأنساب الجسمية التي لا تعارف بينها فأولى أن نحفظ من متّ إلينا بالأنساب النفسانية التي يصح منها التعارف . ولذلك
114
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 114