responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 271


راحوا يرصدون جميع تحركات الموالين ، لعلهم يتمكنون من معرفة الوكلاء وإلقاء القبض عليهم واجهاض نشاطاتهم .
2 - ومن الأمور التي استوجبت الغاء السفارة : هو وجود الكثير من ضعاف النفوس الذين استغلوا حالة العمل السرى ، المتصف بسياسة التقية ، ليجعلوا من أنفسهم وكلاء للامام الحجة ( عج ) ويجمعوا الناس من حولهم بهذه الحجة المفتعلة ، بهدف كسب الأموال ، وإحراز مكانة اجتماعية مرموقة لهم ، أمثال الشريعي ، والنميري ، والحلاج ، ومحمد بن نصير ، و أحمد الكرخي وغيرهم : ممن يحملون عقائد فاسدة ويدعون لإباحة نكاح الذكور في أدبارهم ، وهذا ما حمل الامام ( عج ) على التصدي لهذا التبار المنحرف ووضع حد له بإلغاء دور الوكالة ( 1 ) .
3 - ان ظاهرة ظهور الوكلاء المزيفين تركت انعكاسات نفسية ، وآثارا سلبية على نفوس المؤمنين وزرعت الشكوك في أوساطهم .
4 - كان السفراء الأربعة ( رحمهم الله ) يتصفون بقوة الايمان وشدكات التقوى ، وصلابة الموقف ، بحيث لو كان المهدى ( عج ) متخفيا بين أذيالهم - آنذاك لما كشفوا عنه حتى لو قرضوا بالمقاريض .
لهذه العوامل مجتمعة أنهى الإمام ( ع ) دور السفارة ، و أوكل الامر إلى الفقهاء والعدول المتصفين بالعدل والتقوى المخالفين للهوى والمطيعين لأمر المولى ( 2 ) .
نقول : ان الغيبة الصغرى كانت كافية لاثبات وجود المهدى ( عج ) بما يصل إلى الناس عن طريق سفرائه وغيرهم من البينات والبيانات ، كما أوجبت بكل وضوح أن يعتاد الناس على غيبة الامام ويستسيغون فكرة اختفائه . وهو آخر جزء من التخطيط العام الذي سار عليه الأئمة ( ع ) و أصحابهم ليستوعب الناس فكرة الغيبة الكبرى وكون الامام المهدى ( عج ) مذخورا إلى اليوم الموعود .
وعلاوة على كل تلك فإننا ننقل رسالة الامام المهدى ( عج ) إلى السفير الرابع على بن محمد السمري في أيامه الأخيرة من سفارته : قال الامام المهدى ( عج ) .
بسم الله الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمد السمري ، أعظم الله أجرك فيك .
فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توصي إلى أحد ، فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ، فلا ظهور الا بإذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي لشيعتي من يدعى المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة ، فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ( 3 ) .
فنرى الإمام المهدي ( عج ) قد أكد في هذا البيان على أمور :


1 - راجع الغيبة للطوسي ص 244 - 246 . 2 - الغيبة الطوسي ص 177 - 240 . 3 - راجع كتاب تاريخ الغيبة الصغرى للسيد الشهيد محمد الصدر ص 633 - 634 .

271

نام کتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ نویسنده : السيد لطيف القزويني    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست