نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 97
والاعتماد على المصادر المختلفة ، بالإضافة إلى الغزارة في المادة ، والسعة في آفاق البحث ، وجعل القارئ يعيش الفكرة في محيطها الطبيعي ، ومن دون تكلف أو إجهاد . نعم إنّ ذلك كله وسواه ممّا لم نذكره ، لا بدّ من الالتزام به ومراعاته ، ليأتي البحث التاريخي على درجة من الوضوح والنضج ، ويؤدي - من ثمّ - رسالته ، ويحقق أهدافه . س : لماذا لا تتم كتابة تاريخ إسلامي ، يراعي العناصر ، والمعايير التي ذكرتموها ، وفقاً لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ؟ ج : التاريخ هو عبارة عن حقائق تكونت من خلال الحركة والانتقال في آنات الماضي ، لتصبح ركيزة للحاضر الذي يحتضن المستقبل ، ويؤثر فيه ، ويرسم له معالمه . ويتم التعرّف على هذه الحقائق بالوسائل القادرة على توفير القناعات اللازمة من خلال ما تمثله من ربط مباشر فيما بين الإنسان الباحث ، وبين تلك الحقائق ؛ فيلامسها حينئذ ، ويحسّ بها ، ويتفاعل معها بالفكر وبالعقل ، وبالوجدان على حدّ سواء . وتمتاز مدرسة أهل البيت عليهم السلام عمّا سواها بشعورها بضرورة التعرّف على الواقع بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات ، ليمكن الاستفادة من ذلك في عملية البناء والتخطيط الصحيح والسليم للمستقبل ، بعد التخلص من سلبيات الحاضر ، ومعالجة مشكلاته ، التي من شأنها أن تعيق المسيرة التكاملية لهذا الإنسان نحو تحقيق ذاته ،
97
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 97