وإذا كان التاريخ والحدث هو غمّا من صنع البشر ، أو أنّهم يتأثرون به سلباً أو إيجاباً حين لا يكون منهم ، وإذا كان البشر في تأثيرهم وتأثّرهم بالحدث ليسوا على نحو واحد ؛ بسبب التفاوت والاختلاف فيما بينهم في روحياتهم ، وعواطفهم ، وحالاتهم ، وظروفهم الحياتية والمعيشية ، وفي عقائدهم ، وفي خصائصهم الذاتية ، ثمّ في توجهاتهم وطموحاتهم إلى غير ذلك . . - إذا كان كذلك - فإنّ من الطبيعي أن تكون دراسة الحدث ، والوصول إلى نتائج أقرب إلى الواقع والحقيقة ، بحاجة إلى فهم لواقع الناس ، وظروف وحالات وعقائد وأفكار أولئك الذين صنعوا الحدث ، أو تأثّروا به أو عايشوه .
هذا بالإضافة إلى أنّه لا بدّ من ربط النص بغيره ، وحسن التصرف والاستفادة الصحيحة وفي الموقع المناسب من الموارد المتوفرة .
ولا بدّ أن لا ننسى أنّ إرجاع الجزئيات إلى كلياتها ، وجعلها في موقعها الطبيعي والمناسب في التصوّر ، وفي الهيكليّة العامة للأحداث ، أمر ضروريّ ولازم في عملية إعادة كتابة التاريخ والاستفادة منه .
يضاف إلى ذلك كله ضرورة ربط الأمور بمناشئها ، والأحداث بدوافعها ، وبعللها وأسبابها ، على أن يكون ثمة دقة في التعبير ، والتزام اختيار أقرب الألفاظ دلالة على المعنى ، والتقليل من استعمال المجازات والكنايات ، التي ربما تؤثر على إدراك الحجم الطبيعي للحدث ، أو الحالة العامة التي يراد إظهارها ، والدلالة عليها .
ولا ننسي هنا : أن إثراء الكتابة التاريخية بالشواهد والنصوص ,

96