نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 98
وتجسيد إنسانيته ، وحصولها على خصائصها الحقيقية . وذلك يعني : أنّه لا يمكن تجاهل أي حدث ، أو أية ظاهرة ، ولا التعتيم عليها ، ولا التقليل من أهميتها . هذا بالإضافة إلى أنّ مدرسة أهل البيت عليهم السلام لا تجد حرجاً في الاستفادة من خبرات أي إنسان ، ومن استخدام كافة الإمكانات المتوفرة ، على اختلاف أنواعها ، للكشف عن تلك الحقائق ، وفق المناهج العلميّة ، وبالطرق الصحيحة والمشروعة . وهي ترى في ذلك ضرورة لا بدّ منها ، ولا غنى عنها ، ما دامت تريد أن تقود عملية التغيير الشامل في واقع هذا الإنسان في جميع بقاع العالم ، وفي جميع العصور ، بحيث تحل بذلك مشاكله ، وتهب له حياته وإنسانيته وكماله وسعادته ، في الدنيا والآخرة . ولكن تبقى هناك ظروف موضوعيّة ، من شأنها أن تعرقل إنجاز مشروع إعادة كتابة التاريخ . الأمر الذي يحتّم صياغة هذه الظروف بالطريقة التي ترتفع معها تلك العراقيل ، وتزول هاتيك الموانع . إذ من الواضح أنّ إظهار بعض ، أو كثير من الحقائق التاريخيّة لسوف يواجه بحالة من التشنج والانفعال لدى بعض الناس ، الذين يحملون بعض القناعات الموروثة ، ويحيطونها بهالة من التقديس ، حينما تصطدم بكثير من الحقائق وتناقضها . وتكون النتيجة من ثمّ هي المزيد من العناد واللجاج ، ثمّ المزيد من ابتعاد هؤلاء الناس عن دائرة الإقناع بالدليل ، ما داموا يعيشون
98
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 98