نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 65
ولا تنتهي الحاجة غلى هذا النوع من الأشخاص بانتهاء مهمة تبليغ الناس الأحكام والشرائع عن طريق الوحي ، ولا بموت الأنبياء والرسل ، إذ أنّ سائر المهمات تبقى بحاجة إلى من يتولّى شؤونها ، ويقوم بها على النحو المثل والأكمل والأفضل . فكان أوصياء الأنبياء هم الذين يكملون المسيرة ، ويواصلون تحمّل مشاق العمل ، من أجل تحقيق تلك الأهداف السامية والوصول إلى تلك الغاية النبيلة . وقد كان من الطبيعي أن يصطدم الأنبياء وأوصياؤهم بالجبابرة والطواغيت ، الذين لم يقبلوا سوى حاكميتهم ، ولا بسلطان غير سلطانهم ، ولن يتخلّوا عن الامتيازات الظالمة التي جعلوها لأنفسهم . وقد نجحوا في تعطيل دور الأنبياء والأوصياء أو تحجيمه ، ثمّ في تدمير ما أمكن تدميره من إنجازاتهم . وحين لا يوفقون إلى ذلك ، فإنّهم وكذلك أصحاب الطموحات ، الذين يبحثون عن موقع لهم بأي ثمن لسوف يعملون بكل حنكة ودهاء وفكر على حرف المسيرة ، وتبديد الجهود الخيّرة ، وجعل الأمور تصبّ في مصلحتهم ، فيستولون على الموقع الذي ليسوا مؤهلين له ، بزعم أنّه إنّما هو الملك ، وليس ثمة شيء وراء ذلك ، ليجدوا أنفسهم ويجدهم الناس في موقع الخلافة الإلهيّة ، يمارسون نفس مهمات الأنبياء وأوصيائهم ، ولكن في مسار انحرافي وبطريقة عشوائيّة ، ومن موقع الجهل والتخبط ، والعدوان والابتزاز . ويصبح الجاهل هو الذي يعلّم الناس ، والجبان هو القائد العسكريّ ، والمنحرف الذي لا يملك شيئاً من الفضائل الأخلاقيّة
65
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 65