نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 64
للخلاص من هذا المشكل ؟ ج - إنّ تاريخ الإسلام له خصوصياته تجعل مقايسته مع غيره من تواريخ الأمم أمراً غير عملي ولا مقبول ، إذ أنّه ليس فقط يفوّت على الباحث الكثير من الحقائق ، وإنّما هو يحرمه من وسائل كثيرة من شأنها تساعد في الوصول إليها أيضاً . إذ أنّ الإسلام بحسب طبيعيّة تشريعاته وأهدافه ، وفي شموليته لجميع شؤون الحياة وتدخله في كل حالاتها - قد جاء ذا طبيعة خاصة لها مقتضياتها وتأثيراتها على صعيد الواقع - في المجال العملي بالذات . . ولأجل ذلك رأينا أنّ مهمات الرسل لم تنحصر بتبليغ الرسالة ، بل تعدّت ذلك إلى القيام بدور التربية والتزكية ، وقيادة الأمة والحفاظ على منجزاتها الإنسانيّة والحياتيّة ، فكان أولئك الرسل معلمين ومربين وقضاة وقادة عسكريين وسياسيين ، وكانوا كذلك أسوة وقدوة ومرجعاً في كل شيء ، صغيراً كان أو كبيراً ، بل كانوا أولى الناس من أنفسهم ، إلى غير ذلك من مهمات حساسة وخطيرة لا بدّ من سنّها من أجل تطبيق الإسلام ، وتحقيق أهدافه في إسعاد الإنسان دنيا وآخرة وإيصاله إلى كماله ، وإلى رحاب الله سبحانه . وهذه المهمات الكبرى لا يمكن أن يتولاها أي كان من الناس ، بل أشخاص بأعيانهم ، لهم قدرات فائقة ، وميزات فريدة ، يصطفيهم الله لهذه المهمة على أساس جامعيتهم لتلك الخصائص والمميزات ، ثمّ يعرّف الناس عليهم بواسطة المعجزة أو صاحبها ويأمرهم بطاعتهم وشدّ أزرهم ، ومعونتهم على أداء مهمتهم .
64
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 64