رسول جعفريان ، لعلّه يغني عن الإجابة على هذا السؤال ، حيث ذكرت هناك الكثير من المجالات التي لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسة .
غير أنّي أعود فأذكّر هنا : أنّنا قد وجدنا معظم الكتابات التي أرّخت للنبيّ ( ص ) والأئمة عليهم السلام قد جاءت بين إفراط وتفريط ، فتجد بعض المؤلفات ، لا تهتم إلا بالناحية الفضائلية للنبيّ ( ص ) والأئمة ، وذكر معجزاتهم وكراماتهم . .
وكأنّ النبوّة والإمامة متمحضة في هذا النحو من المسائل والخصوصيات الفرديّة والغيبيّة .
ثمّ نجد نوعاً آخر من المؤلفات قد حاول إبراز الجانب المادي من حياتهم عليهم السلام فركّزت على الناحية السياسية ، وعلى أسلوب حياتهم من زاوية الحاكميّة ، والدولة ، والقرار ، والموقف السياسي .
مع أنّ الأهم من ذلك كلّه هو إظهار مزايا شخصيتهم من موقع الإمامة ، التي تضطلع لمهمات الرسل باستثناء الأخبار من الله بواسطة الوحي ، هذه المهمات التي هي تتلخص في هداية الأمة وتربيتها وقيادتها ، والحفاظ عليها وعلى منجزاتها ، سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة ، ورعاية مسيرتها التكامليّة نحو هدفها الأسمى .
وأمّا التاريخ لهم في خصوص المجال الغيبي ، بالتركيز على ما لهم من معجزات وكرامات فإنّه يفصلهم عن حياة وعن طموحات الناس ، ويجعلهم في موقع لا يطمع أحد في الوصول إليه ، ولا بالتوجّه نحوه ، بل حتى ولا بالتفكير فيه ، وبذلك تنتزع منهم صفة

62