يروون عن رسول الله ( ص ) حديث مروقهم من الدين مروق السهم من الرمية .
كما أنّ من أسباب جرح الرواة عندهم هو كون الراوي ممّن يرى جواز الكفاح ضد الظلم والظالمين من الحكام والمتسلطين ومع أنّ هذا الأمر لا يختصّ بالشيعة فإنّ الخوارج أيضاً يقولون بذلك لكنّهم رووا عن الخوارج وقصروا هذا الشرط على خصوص شيعة آل النبيّ ( ص ) .
أمّا الصحابة . . فلا مجال للتشكيك في رواياتهم ولا في أحكامهم ، حتى وهم يرتكبون أبشع الجرائم وأفظعها في حق الدين والأمّة ، لأنّهم الثقات العدول الذين لا يفسقون بما يفسق به غيرهم على حد زعمهم - كما صرّحوا به في كتبهم - ولأنّهم العلماء المجتهدون ، الذين يسوغ لهم اجتهادهم شرب الخمر ، وقتل النفوس المحترمة وإزهاق الأرواح البرئية ، ولو كانت أرواح الأوصياء وأبناء الأنبياء صلوات الله عليهم .
وقد رأينا بعض الصحابة يرتكب جريمة الزنا بالنسبة لزوجة مالك بن نويرة ، بعد قتل زوجها المسلم بلا سبب ، ولكنّهم لا يرون أنّ ذلك يضرّ في مكانته فضلاً عن عدالته لأنّهم منحوه وسام العدالة والاجتهاد كما أسلفنا .
بل لقد وجدنا الشواهد الكثيرة والوفيرة التي تشير إلى المحاولات الجادة لإعطاء الصحابة أو طائفة منهم على الأقل حق التشريع ، وجعل الأحكام وهذه المحاولة وإن كانت قد باءت بالفشل لكنّها قد تركت لها بعض الآثار في نظريات وآراء الفقهاء الذين جاؤوا فيما بعد ليسيروا على نفس النهج المرسوم .

45