وكذلك الحال بالنسبة للسنّة الشريفة الثابتة على مستوى الضرورة والبداهة ، فإنّها أيضاً قد حملت في طياتها شروحاً لكثير من الوقائع والأحداث ، بالإضافة إلى كثير مما يكون لثبوته بصورة قاطعة أثر في رد أو قبول كثير من النصوص .
كما أنّها قد ذكرت الكثير من الجزئيات لكثير من الأحداث مما لا تجده في أي كتاب تاريخيّ على الإطلاق . .
هذا عدا عن أنّ في السنّة الشريفة الكثير مما يفيد في التعرّف على الشخصية النبويّة من حيث كونه مصلحاً ومربيّاً وقاضياً وقائداً عسكريّاً وفقهيّاً ومعلماً ، الخ . .
وكذلك الحال بالنسبة لغير النبيّ ( ص ) أيضاً .
وإذا جاز لنا أن نعتمد على النص الفلانيّ لأجل أنّ ناقله هو فلان الثقة ، فلم لا يجوز لنا أن نعتمد على النص القرآنيّ ، أو النبويّ ، أو النبويّ الثابت أيضاً .
كما أنّه إذا كان الناس هم الذين يصنعون الحدث ، أو يتخذون موقفاً اتجاهه قد اندفعوا إليه ، أو امتنعوا عنه ؛ انطلاقاً من إحساسهم بالتكليف الشرعيّ أحياناً ، أو لدوافع عرقيّة وتعصبات عشائريّة أحياناً أخرى ، أو استجابة لمفاهيم وبتأثير من مزايا وأخلاقيات نشأت بتأثيرات من المحيط الدينيّ أو غير الدينيّ ومن التوجيهات والأساليب التربويّة المتأثرة بالتوجيهات الدينيّة أو غيرها ، فإنّ معنى ذلك هو أنّ النواحي العقائديّة والأخلاقيّة ، والالتزامات الدينيّة ليست أبعد من غيرها في مجال التأثير في الحدث . فكما يكون للعامل الاقتصاديّ مثلاً تأثير في كثير من الأحداث وفي التعاطي معها ، وفي

190