فيه ، وقد سجّل لنا الكثير من الوقائع في حياة الماضين وجانباً كبيراً ومهماً من الحداث في حياة الرسول ( ص ) ، وبيّن لنا حركة الدعوة ، وأوضح جوانب هامة من شخصية الرسول الداعية ، بالإضافة إلى ما سجّله من خصائص ومزايا ، وأحوال الأمّة التي عاشت حركة الدعوة وواكبت مسيرتها عن كثب ، وكان لها معها دور إيجابيّ أو سلبيّ على حد سواء . .
وإذا كان القرآن هو المصدر الوحيد ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فإنّه لا بدّ وأن يكون معياراً وميزاناً ، يعرف به الحق من الباطل ، والصحيح من السقيم ، هذا كلّه مع اشتماله على بيان المعايير الصحيحة ، التي لا بدّ للباحث التاريخيّ من اعتمادها ، فركّز على دور الفكر والعقل ، في مجال التقييم ، وإعطاء النتائج ، وإصدار الأحكام الصائبة .
وأكّد على أنّ دراسة الآثار من قبل المتخصصين بعلم الآثار مفيدة جداً في مجال التعرّف على ما جرى للماضين ، كما أنّ تصويره الدقيق للشخصية النبويّة الرائدة ، ولشخصيات الأنبياء ، وكذلك الحال بالنسبة لشخصيات المستكبرين الطغاة على مدى التاريخ ، يعطي للباحث معايير جديدة يمكن الاستفادة منها في البحث العلميّ ، في مجال تقصيّ الحقائق .
هذا عدا عمّا قدّمه من معايير أخلاقيّة ، ومن سنن كونيّة واجتماعيّة ، ومن لمحات لشخصيات وظواهر مختلفة ، فإنّ التعرّف على ذلك كله مفيد جداً في ردّ أو قبول كثير من النصوص التي حملت في طياتها بعض ما يرتبط بذلك ، أو ينتهي إليه .

189