الموقف منها فكذلك الناحية العقائديّة ، والخصال التي كان للدين وللتربية الدينيّة أثر في نشوئها أو تقويتها .
فإذا جاز الاستفادة من المعايير الجغرافيّة ومن الآثار في مجال البحث العلميّ التاريخيّ ، فلم لا يجوز الاستفادة مما هو أقرب تأثيراً ، وأشد ملامسة للحدث ، وله صلة مباشرة أو غير مباشرة فيه ؟ ! وإذا جاز الوقوع في الخطأ في الوصول إلى حقيقة كثير من الأحداث التاريخيّة نتيجة إهمال البحث في النواحي الجغرافيّة ، أو التحوّلات الكونيّة مثلاً فلم لا يجوز الوقوع في الخطأ الفاحش نتيجة عدم الاستفادة من المعايير العقائديّة والفقهيّة ، والتفسير وغير ذلك ، وإهمال الاستفادة من المعايير الأخلاقيّة والسلوكيّة ، وغيرها ممّا بيّنه القرآن وأكّدته السنّة الشريفة ؟ ! فهل يعقل في الباء أن تجرّ في مكان ، ولا تجرّ في مكان آخر ؟ !
س : هل يجب أن تكون النظرة إلى التاريخ متفائلة أم متشائمة ؟ !
لا هذا ولا ذاك ، وإنّما بواقعيّة وموضوعيّة وإن كانت هذه الواقعيّة تقود إلى ما يمكن اعتباره تشاؤماً فلا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار ما هو معلوم لدينا جميعاً من أنّ الحكّام والسياسيين ما كانوا بعيدين عن تدوين التاريخ ، ولا عن الروايات التاريخيّة ، بل كانوا يرصدونها بدقة ، ويملون إراداتهم فيما يرتبط بها ، الأمر الذي نشأ عنه التحريف والتشويه لكثير من الحقائق التاريخيّة ، وطمس وإبادة كل النصوص والآثار المشيرة إلى حقائق تاريخيّة أخرى ، وكذلك جعل واختلاق الكثير الكثير ممّا لا واقع له ولا حقيقة وراءه . . ولم يقتصر

191