وقد تجد في بعض النقول من السطحية والسذاجة ما يجعلها غير مفيدة أو غير قابلة للاعتماد عليها ، في مجال البحث والتحقيق والتقصيّ ، والتعرّف على الأسباب والدوافع والخلفيّات ، والظروف والنتائج .
هذا كله . . بالإضافة إلى حالات وتصوّرات أخرى ، تؤثر في مستوى الدقة في النقل ، وفي كيفياته .
وعدا عن ذلك . . فغنّ الكتب التاريخيّة المتوفرة لدينا غير قادرة على إعطاء تصوّر كامل عن الحداث التي تصدّت لنقلها ، وتسجيلها ، حيث اكتفت تنظيم الوقائع والأحداث وفق التسلسل الزمنيّ ، من دون تصرّف يذكر جوهر وأسلوب العرض .
كما أنّها قد لاحظت الحدث منفصلاً عن كل ما يحيط به من ظروف وملابسات ، وعن علله وأسبابه ، وعن نتائجه وآثاره أيضاً .
وأهملت الكثير من الجزئيات التي تفيد الباحثين في ذلك بصورة كبيرة .
ولأجل ذلك ، فإنّ الاكتفاء بما تنقله كتب التاريخ يجعل من البحث العلميّ ناقصاً ومبتوراً ، وسطحياً في كثير من الأحيان .
ولن يكون بالإمكان تلافي هذا النقص إلا بالاطّلاع على سائر الكتب التي ألّفت في علوم أخرى أيضاً ، كالفقه والحديث ، والجغرافيا ، والأنساب ، والرجال ، والتفسير ، والأدب ، وغير ذلك .
س : ما هي العناصر التي يجب توفرها في كتابة التاريخ ؟

186