ج : إنّ أهم العناصر التي يجب توفرها في البحث ثلاثة : الأول : اعتماد المعايير الصحيحة في مجال التقييم ، وهي تلك التي تفرضها الأصول العقليّة والفكريّة الصافية ، وتنسجم مع الفطرة ، ومع ما هو ثابت في الدين على سبيل القطع ، وفي مستوى الضرورة منه .
وذلك لأنّ أي خلل أو تسامح في هذا المجال لسوف يعرّض نتائج البحث إلى الانحراف عن الجادة ، والوقوع في متاهات لا يمكن الخروج منها ولا التكهن بأخطارها .
فمن يعتقد بعدالة وباجتهاد الصحابة جميعاً ، ويرى أنّ الصحابيّ هو من رأى النبيّ ( ص ) ولو من بعيد ، وكان مسلماً مميزاً ، فإنّ هذين الأصلين ؛ ( عدالتهم واجتهادهم ) لسوف يؤثران سلباً على النتائج التي سوف ينتهي إليها في كثير من بحوثه التاريخيّة ، وغيرها ولن تكون النتائج صحيحة ولا مرضية على الإطلاق .
أمّا إذا اعتقد أنّ الصحابة كسائر الناس ، فيهم الذكيّ والغبيّ ، والعالم والجاهل ، والمؤمن والمنافق ، والعادل والفاسق ، والزاهد وطالب الدنيا ، والشجاع والجبان ، والكذاب والصادق ، والكريم والبخيل الخ ، فإنّه سوف يكون أقدر على كشف الحقائق ، وأبعد عن الوقوع في الأخطاء ، وأقرب إلى الواقع في دراسته للأحداث والوقائع .
كما أنّ من يعتقد بأنّ السنّة قاضية على الكتاب ، وليس الكتاب

187