وهذا بالذات هو ما أشار إليه حضرة آية الله الخامنئي حين حذّر من استخدام العلم كوسيلة في خدمة المآرب السياسيّة والحزبيّة الخاصة والضيقة .
ومن جهة ثانية ، فإذا كان العلم هو الرائد والقائد للإنسان ، وإذا كان لا بدّ من الانسياق وراء الحقيقة ، أينما كانت ، وحيثما وجدت ، وجعل الدليل والبرهان هو الحكم ، وهو الفيصل في كل أمر ، فإنّ ذلك لا ينفك عن الحريّة الفكريّة ، وعن العمل الجاد في سبيل معرفة الحقيقة ، والفحص والتحقيق والتنقيب عنها هنا وهناك وهنالك .
ولكنّنا قد نجد هنا وهناك من لا يرضى بتحريك فكره في هذا السبيل ، ولا يريد أن يخضع للحقائق ، ويستسلم للواقع ، بل هو يصرّ على آرائه ، وتصوّراته ، مهما عارضها الدليل ، وأبطلها البرهان إمّا لأنّها - بنظره - تراث فكريّ له ، أو بحجة أنّه تمثل فكراً تقدميّاً وحضارياً ، ثمّ هو يتشبث بالطحلب للحفاظ عليها ، ويستخدم مختلف أنواع التزوير والتحوير للاحتفاظ بها ، ولو على حساب كل الحقائق والقيم ، والمثل العليا .
فهذا النوع من الناس هو من أجلى مصاديق التحجّر الفكريّ المرفوض ، وإن تستر بشعارات التقدميّة ، والحضارة ، وما إلى ذلك .
س 5 : ما رأيكم في إعادة النظر في الكتب المدرسيّة وإصلاحها ( مثل الرسائل والمكاسب والكفاية ) ثمّ في طرح بحوث جديدة إلى جانب الفقه المتداول ؛ مثل الفقه المقارن ، ثمّ التعرّض للشبه التي تُثار بين آونة وأخرى ؟ !

178