ولكنّه استوفى البحث ، وتوسّع أكثر من اللازم - بملاحظة حجم الكتاب ومنهجيته - وفي بعض البحوث الأخرى ، ولعلّ ذلك يرجع إلى حقيقة أنّ الحالات الروحيّة ، والسلامة والراحة الجسديّة للمؤلف ، لهما علاقة وثيقة بعمله ، حيث يؤثر ذلك على مستوى الدقة ، والتركيز وعلى الرغبة في تتبع النصوص ، والتوسع في البحث أو الاختصار فيه ، بالإضافة إلى ما لذلك من أثر على استنتاجاته ، وعلى تكثيف المصادر ، وعلى طريقة معالجته بصورة عامة . .
كتاب آخر لي اسمه « ابن عباس وأموال البصرة » عالجت فيه موضوع اتّهام ابن عباس بسرقة أموال بيت مال البصرة ، حينما كان والياً عليها من قبل علي أمير المؤمنين عليه السلام .
وقد استند إلى هذه القضية بعض الكتّاب في بعض مؤلفاتهم ، مثل طه حسين في كتابه : الفتنة الكبرى ، كما أنّ بعض الباحثين من الشيعة قد اعتمد على هذه التهمة أيضاً في بعض استنتاجاته - سامحه الله - من دون أن يتعرّض أي منهما للتحقيق فيها مباشرة ، بصورة جديّة .
فرأيت أنّ من اللازم القيام بدراسة جديّة ، تستهدف بالدرجة الأولى معرفة مدى صحة الحدث في حد ذاته ، ليمكن الاستناد إليه بعد ذلك في التحليل والاستنتاج ، وفي معرفة ما لذلك من دوافع ومن آثار .
وكانت نتيجة الدراسة هي : أنّ القضية لا يمكن أن تصحّ من الأساس .
ومن الكتب الصغيرة الحجم ، التي نشرت أيضاً كتاب « نقش الخواتيم لدى الأئمة عليهم السلام » ، حيث نجد فيما كتبه الأئمة

154