نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 134
تمثّل أحكام الدين ، وتعاليم الإسلام ، الذي أراد الله لعباده أن يلتزموا به ، وينقادوا له . إذ أنّ من الواضح أنّ الإنسان - على خلاف كثير من أنواع الحيوان - حين يولد ؛ فإنّه يكون فاقداً لمعظم صفاته ومزاياه ، وكمالاته الإنسانيّة . . ثمّ يبدأ بالحصول عليها تدريجياً . وقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل ، من أجل مساعدة هذا الإنسان في الوصول إلى هذه الكمالات العالية . . فالدين في واجباته ومحرماته في عبادته ومعاملاته . قد جاء ليكون في خدمة إنسانيّة الإنسان ، سواء من الناحية الفرديّة أو من الناحية الاجتماعيّة . وهو المعين له في سيره التكامليّ نحو تحقيق ذاته والحصول على مزاياه وصفاته . ليصبح الخليفة ، الذي يقوم بواجب الخلافة الحقيقيّة على الأرض ؛ حيث يمثل حينئذ إرادة الله سبحانه بكل ما لهذه الكلمة من معنى : * ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ) * [1] . س : هل يعني كلامكم أنّكم ترون أنّ التاريخ يجب أن يكون في خدمة المثل العليا للمجتمع الإنسانيّ الذي بني في خصائصه على أساس الملاكات والقيم الدينيّة ، باعتبار أنّ الدين وسيلة لإقامة بناء المجتمعات الإنسانيّة على الأسس الواقعيّة والصحيحة ؟ ! ج : نعم هذا صحيح . س : هل لهذا الاتّجاه والنظرة إلى التاريخ وأحداثه ، سابقة في