مبتوراً مشوّهاً ، لا يعبّر عن الواقع ، ولا يدلّ عليه ، إلا بمقدار ما تدلّ الإشارة بالإصبع إلى السماء على كل ما فيها من عجائب وغرائب . .
هذا بالإضافة إلى أنّ تأثير تلك العوامل في الحدث ، هو بنفسه واقع تاريخيّ لا بدّ من فهمه والتعرّف عليه . .
وكما لا حرج في استخدام علم الآثار والجغرافيا ، والجيولوجيا وغير ذلك لكشف حقائق تاريخيّة ، لا يمكن كشفها إلا عن هذا الطريق ، كذلك لا حرج في استخدام حقائق الدين لفهم التاريخ .
أو حقائق التاريخ لفهم قضايا الدين . .
ففي معركة بدر مثلاً قد كان للدوافع السياسيّة ، والاقتصاديّة ، والدينيّة ، والاجتماعيّة ، والقبليّة وغيرها - سواء من ناحية المشركين ، أو في ناحية المسلمين - تأثيرات مختلفة ، في صنع الحدث ، أو في حركته كما كان للحدث نفسه ، وهو حرب بدر أيضاً تأثيرات كبيرة ، ومتنوعة وكثيرة على المرحلة الزمانيّة التي تلت هذه الحرب ، سواء في الناحية السياسيّة ، أو الدينيّة ، أو الاقتصاديّة ، أو النفسيّة ، أو العلاقات الاجتماعيّة وغيرها .
ومن الواضح أنّ المبررات التي سوّغت للرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم أن يخوض هذه المعركة ، وكل مفردات عمله قبلها وأثناءها وبعدها . . أنّ ذلك يصبح أسلوب وطريق عمل ، نستطيع أن نستفيد منه في قراراتنا ، ومبادراتنا ، ومواقفنا . كما أنّ أخلاق النبيّ وأسلوب حياته ، وكل ما يصدر عنه يمثّل لنا الأسوة والقدوة ، وهو الطريق الأفضل والأمثل لوصولنا إلى كمالاتنا ، التي نسعى إليها ، لأنّها

133