الإنسان ، أو تأثير في حركته وسلوكه ، ومواقفه ولا يساهم في دفعه - ولو خطوة واحدة - نحو أهدافه الكبيرة مهما كان نوعها ، ولا نحو الأهداف الإلهيّة السامية ، التي يوهل الله الإنسان للوصول إليها ، والحصول عليها .
أمّا هذا الجانب من التاريخ ، فليس ممّا يستحقّ الاهتمام ، ولا يجوز أن يصرف العمر في البحث فيه وعنه ، فإنّه مضيعة للوقت ، ونحن نربأ بأي عاقل أن يرتكب هذه الحماقة الظاهرة ، أو أن يفكر فيها . .
ولأجل ذلك ، فقد صرفت همّي إلى دراسة حياة وحوادث عصر الرسول صلي الله عليه وآله وسلم ، والأئمة الأطهار عليهم السلام لأنّني أدركت أنّ لها أثراً كبيراً وأساسيّاً في بناء شخصيتنا الإنسانيّة ، وفي كل حياتنا وفي كل وجودنا ، ثمّ في علاقاتنا بكل ما يحيط بنا ، وفي حبّنا وبغضنا ما نجده من دوافع ، وما نشعر به من أحاسيس . .
كما أنّ ذلك يساعدنا على فهم أعمق للقرآن الكريم ، وآياته ، وأحكامه ، وتشريعاته . .
فمثلاً : إنّ معرفتنا بشخصية الوليد بن عقبة الذي اعتبره القرآن فاسقاً ضروريّة ؛ لأنّها تجعلنا نرفض الاعتماد على أقواله وأفعاله ، ولا نثق بآرائه ومواقفه ، وعلى هذا الأساس يتحدد موقفنا من كل ما يصدر منه ، أو يعود إليه كما أنّ معرفتنا بالإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، ووقوفنا على بعض خصائص هذه الشخصيّة الطاهرة

130